الرئيسية/مقاطع/الفرق بين الحياء المحمود والحياء المذموم
|categories

الفرق بين الحياء المحمود والحياء المذموم

مشاهدة من الموقع

الحافظ ابن حجرٍ رحمه الله طرح تساؤلًا، قال: “الحياء من الغرائز، فكيف جُعِل من شعب الإيـمان؟”، ثم أجاب عن هذا التساؤل، فقال: “إنه قد يكون غريزةً، وقد يكون تخلُّقًا، لكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتسابٍ وعلمٍ ونيةٍ، ولا يقال: إن حياءً يـمنع من قول الحق، أو فعل الخير، أو ترك أمرٍ شرعيٍّ”[1]، أنه من الحياء المـحمود؛ لأن ذاك ليس شرعيًّا؛ “وإنما هو ضعفٌ ومهانةٌ”[2].

فالحياء الذي يـمنع من قول الحق، والحياء الذي يـمنع من فعل الخير، والحياء الذي يـمنع من التعلم، والحياء الذي يـمنع من السؤال عما يُشكِل على الإنسان، هذا ليس حياءً محمودًا، بل هو حياءٌ مذمومٌ، وإن شئت قلت: بل هو خجلٌ، وإن شئت كما قال الحافظ ابن حجرٍ: “وإنما هو ضعفٌ ومهانةٌ”.

فلا بد إذنْ أن يُفرَّق بين الحياء المـحمود الذي هو من شعب الإيـمان، وبين الحياء المذموم الذي هو الخجل، والذي يسميه بعض العلماء: ضعفًا ومهانةً، وهو الذي يـمنع من فعل الخير، ويـمنع من طلب العلم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 فتح الباري لابن حجر: (1/ 52)، ط دار المعرفة.
^2 فتح الباري لابن حجر: (1/ 229)، وقال في موضع آخر: “بل هو عجز ومهانة” (10/ 522).
مواد ذات صلة