الرئيسية/مقاطع/من تسبَّب في تعليم غيره بالسؤال يكون مُعَلِّمًا
|categories

من تسبَّب في تعليم غيره بالسؤال يكون مُعَلِّمًا

مشاهدة من الموقع

جاء في حديث عمر  في قصة جبريل لمَّا أتى على صورة رجلٍ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحدٌ، فجلس عند النبي ، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه -يعني: جلس جلسة المتعلم المتأدب- وسأل النبي عدة أسئلةٍ: سأله عن الإسلام فأجابه، وسأله عن الإيـمان فأجابه، وسأله عن الإحسان فأجابه، ثم قال: متى الساعة؟ قال عليه الصلاة والسلام: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل -لأنه كان يعرف أنه جبريل- قال: فما أماراتـها؟ فبين له النبي بعض أماراتـها، فلـما انصرف قال عليه الصلاة والسلام للصحابة : أتدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم [1].

طيب المعلم من؟ المعلم هو النبي عليه الصلاة والسلام، وجبريل  فقط يسأل، جبريل  يقول: ما الإسلام؟ والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة.. يقول: ما الإيـمان؟ ما الإحسان؟ متى الساعة؟ ما أماراتـها؟ جبريل  فقط مـجرَّد سائلٍ، والذي يجيب عن الأسئلة ويُعلِّم هو النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك اعتبر النبي جبريل  معلمًا؛ لأنه تسبب في التعليم بسؤاله؛ فدل هذا على أن من تسبَّب بتعليم غيره بالسؤال يكون معلمًا، أتاكم جبريل يعلمكم أمر دينكم، وهذا يدل على فضل حسن السؤال، وأن مَن أحسن السؤال فاستفاد الناس بسبب سؤاله؛ فإنه يكون معلِّمًا لهم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 8.
مواد ذات صلة