الرئيسية/مقاطع/فتوحات من أبواب الخير
|categories

فتوحات من أبواب الخير

مشاهدة من الموقع

كتب أحد العُبَّاد إلى الإمام مالكٍ رحمه الله ينتقد الإمام مالكًا بأنه ليس بكثير صيام النافلة، فرد عليه الإمام مالكٌ وقال: “إن الله قد قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، وإن الله يفتح على الإنسان في بابٍ ولا يفتح عليه في بابٍ آخر”[1].

فمن الناس من فُتح له في باب الصلاة، تجده دائمًا يكثر من الصلاة، ومن الناس من فتح له في باب الصيام، مكثرٌ من صيام النافلة، وهناك من يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وهناك من يفتح له في باب الصدقة، كثير البذل والإنفاق والصدقات، وذكر أبوابًا من الخير.

قال: “ومن الناس من يُفتح له في باب نشر العلم وتعليمه، وأنا قد فتح لي في باب نشر العلم وتعليمه، وليس ما أنا فيه بأقل مـما أنت فيه، وكلانا على برٍّ وخيرٍ”.

وعلق بعض أهل العلم قال: بل ما فيه الإمام مالكٌ خيرٌ مـما فيه هذا العابد؛ لأن نشر العلم وتعليمه نفعه متعدٍّ، بينما صيام النافلة نفعه قاصرٌ على صاحبه، فالمسألة -يا إخواني- هي مسألة فتوحاتٍ، فإذا فتح لك في باب؛ فاغتنم هذا الباب واحرص عليه، فهناك مثلًا من الإخوة من فُتح له في باب الصلاة على الجنائز، دائمًا يأتي لهذا الجامع الظهر والعصر؛ لكي يصلي على الجنائز، هذا باب خيرٍ عظيمٌ، اغتنم هذا الباب، واحمد الله أن وفقك لهذا الخير، واستمر عليه؛ لأنك تحصل على قيراطٍ على كل جنازةٍ تصلي عليها، والقيراط مثل جبل أحدٍ حسناتٍ، فمثلًا بعد صلاة العصر صلينا على ست جنائز، يُرجى أن جميع من صلى يحصل على ستة قراريط، كل قيراطٍ مثل جبل أحدٍ، هذا أجرٌ عظيمٌ على عملٍ يسيرٍ.

ومن الناس من يُفتح له في باب الصلاة، يكثر من الصلاة دائمًا، من بعد صلاة العشاء يصلي ويقوم من الليل، ويصلي صلاة الضحى، تجد أنه كثير الصلاة، هذا باب خيرٍ عظيمٌ، وهي أحب العمل إلى الله تعالى.

ومن الناس من يُفتح له في باب صيام النوافل، وهذا أيضًا من أبواب الخير العظيمة، فهي فتوحاتٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 الاستذكار لابن عبد البر: (5/ 146)، ط دار الكتب العلمية.
مواد ذات صلة