الرئيسية/مقاطع/أهمية الإحسان للآخرين
|categories

أهمية الإحسان للآخرين

مشاهدة من الموقع

العبادة لا تختص فقط بجوانب الشعائر التعبدية بينك وبين الله، لا، بل حتى بتعاملك مع الآخرين.

بعض الناس يُعنى بالجوانب التعبدية، إنسانٌ عابدٌ، كثير الصلاة والصيام والصدقة والبذل والإنفاق، لكنه سيء الخلق، وربـما يؤذي الناس بلسانه وسوء خلقه.

استمعوا لهذا الحديث العظيم الذي أخرجه الإمام أحمد بسندٍ صحيحٍ، يقول فيه النبي  وقد سئل عن امرأةٍ كثيرة الصلاة والصيام والصدقة غير أنـها تؤذي جيرانـها بلسانـها، قال: هي في النار، قالوا: وإن فلانة ليست بكثيرة صلاةٍ ولا صيامٍ، غير أن عندها أثوارًا من أَقِطٍ تتصدق بـها، وتحسن لجيرانـها، قال: هي في الجنة [1]، فالدين معاملةٌ.

فالتديُّن ليس معناه يختص بالشعائر التعبدية بينك وبين الله، وتسيء للآخرين، لا، هذا فهمٌ قاصرٌ لمعنى العبادة، ينبغي أن تحسن لغيرك، تحسن لأهلك أولًا، والأقربون أولى بالمعروف، تحسن لوالديك ولأولادك ولزوجتك ولأسرتك، وتحسن لجيرانك، وتحسن لزملائك وأصحابك، تنتقي الطيب من القول، وتحرص على تحسين خُلُقك.

جاء رجلٌ للنبي فقال: يا رسول الله أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب [2]، رواه البخاري.

هذا الرجل -كما قال بعض الشراح- كان سريع الغضب، فعرف النبي عليه الصلاة والسلام أنه سريع الغضب، قال: أوصني، قال له كلمةً واحدةً: لا تغضب، بإمكان هذا الرجل أن يقول: يا رسول الله، أنا جُبِلت على سرعة الغضب، لكن مع ذلك قال له: لا تغضب، حتى لو جُبلت على سرعة الغضب، حتى لو كنت شديد الغضب، بإمكانك أن تصبح حليمًا، لكن بتمرين النفس، تـمرن نفسك حتى تصبح حليمًا بالتدرج، وإنـما العلم بالتعلم، وإنـما الحلم بالتحلم، وهكذا بقية الأخلاق الكريـمة، بإمكان الإنسان أن يكتسبها.

فالدين المعاملة، ينبغي أن يحسن الإنسان التعامل مع الآخرين، يكون حسن الخلق، وحسن الخلق من أثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أحمد: 9675.
^2 رواه البخاري: 6116.
مواد ذات صلة