الرئيسية/مقاطع/والله لا يهدي القوم الظالمين
|categories

والله لا يهدي القوم الظالمين

مشاهدة من الموقع

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  [البقرة:258].

سبحان الله! تكررت في القرآن عشر مراتٍ: أن الله لا يهدي الظالـم؛ وذلك لأن الظالـم كما قال ابن عاشور في “التحرير”، قال: لأن الظلم حائلٌ بين صاحبه وبين أن يتأمل وأن يتنازل، وأن ينظر للحجج، وأن ينظر للأنفع والأصلح، فالظالـم لا يـمكن أن يحصل له هذا، بل هو في شغلٍ بزَهْوه وغروره وكبره[1].

فلذلك الظالـم لا يهديه الله ​​​​​​​، يستمر في طغيانه وفي ظلمه، وفي زهوه واستكباره، فتأمَّل كيف أن الله ​​​​​​​ كررها في القرآن عشر مراتٍ: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

وأيضًا قال سبحانه: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران:57، 140]؛ لأن الله حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا، حتى ظلم الحيوان محرمٌ، فما بالك بظلم الإنسان؟! وقد تكرر قول الله تعالى: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، ثلاث مرات في القرآن: مرتين في آل عمران، والثالثة في سورة الشورى [2]، فالله لا يحب الظالمين، ولا يهدي القوم الظالمين.

أيضًا تكرر قول الله تعالى: وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [الحج:71، فاطر:37]، مرتين: في سورة الحج، وفي سورة فاطر، وأيضًا: وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [البقرة:270]، يعني: الظالـم -حتى النصير- لا يجد أحدًا ينصره، ولا يجد أحدًا يشفق عليه، كلٌّ يكرهه، الظالـم تجد كراهية الناس له، وليس له نصيرٌ، ولا يحبه الله ​​​​​​​ ولا يهديه، وهذا بسبب عقوبة الظلم.

فالظلم له عقوبةٌ عظيمةٌ في الدنيا والآخرة، ودعوة المظلوم كما قال عليه الصلاة والسلام: واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ [3].

فعلى المسلم أن يحذر الظلم بشتى أشكاله وصوره، الظلم لأي أحدٍ، الظلم حتى للحيوان، بل حتى الظلم للكافر لا يجوز: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]، يعني: لا يحملنَّكم بغض قومٍ.

فمطلوبٌ العدل مع كل شيءٍ، وعلى العدل قامت السماوات والأرض.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 التحرير والتنوير: (3/ 34)، ط الدار التونسية.
^2 قوله تعالى: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى:40].
^3 رواه البخاري: 2448، ومسلم: 19.
مواد ذات صلة