الرئيسية/برامج تلفزيونية/مفطرات الصيام المعاصرة/(8) مفطرات الصيام المعاصرة- حكم ما يدخل إلى الصائم من غير الفم
|categories

(8) مفطرات الصيام المعاصرة- حكم ما يدخل إلى الصائم من غير الفم

مشاهدة من الموقع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا هو الدرس الثاني من الوحدة الثانية في مفطرات الصيام المعاصرة، وأتحدث معكم في هذا الدرس عن أثر ما يدخل للجسم عن طريق المهبل، وعن طريق الفرج، ومن ذلك:

ما يُسمى بالغسول المهبلي، وكذلك أيضًا القسطرة، والمنظار، ونحو ذلك.

تأصيل للمسألة:

ما يدخل للجسم عن طريق المهبل، أو عن طريق فتحة الشرج، أو حتى عن طريق فتحات البول، هل هذا يعتبر منفذًا معتادًا، أو ليس بمنفذ معتاد؟

الواقع أنه ليس بمنفذ معتاد لا للطعام ولا للشراب، ولا لغيره؛ ولذلك فإن المريض إذا تعذر إعطاؤه الطعام والشراب عن طريق الفم لا يمكن أن يعطى عن طريق هذه المنافذ، وبذلك يتبين أن هذه ليست بمنافذ معتادة للبدن، وعلى هذا يتفرع الكلام عن هذه المسائل المعاصرة:

فالغسول المهبلي: ليس له أثر على صحة الصيام، الصيام معه صحيح، والحمد لله؛ لأن هذا الغسول ليس بطعام ولا شراب، وليس في معنى الطعام ولا الشراب.

وكذلك أيضًا التحاميل التي تكون عن طريق هذه الفتحات، وهذه المنافذ، سواء أكانت عن طريق فتحة الشرج، أو كانت عن طريق المهبل، أو غير ذلك، هذه لا تُؤثر على صحة الصيام؛ وذلك لأنها ليست بطعام ولا شراب، وليست بمعنى الطعام والشراب، وإن كانت هذه التحاميل التي تكون عن طريق فتحة الشرج هي تنفذ إلى الأمعاء الغليظة، تنفذ عن طريق الدبر، لكنها تبقى ليست بطعام ولا شراب، وليست في معنى الطعام والشراب، ولا ينطبق عليها الضابط الذي ذكرناه سابقًا، ضابط التفطير، وقلنا: إن القول الراجح في الضابط: أنه ما كان منصوصًا عليه، أو في معنى المنصوص، فإذا طبقنا هذا الضابط على هذه المسألة نجد أنه لا ينطبق عليها؛ لأن هذه التحاميل التي تدخل إلى الجسم عن طريق فتحة الشرج أو المهبل أو نحوها، ليست بطعام ولا شراب، وليست في معنى الطعام ولا الشراب، وليست في معنى المنصوص عليه، وبذلك يتبين أن جميع هذه التحاميل أنها لا تفسد الصيام، ولا تؤثر على صحة الصيام.

وكذلك أيضًا المناظير التي تستخدم عن طريق المهبل، أو عن طريق فتحة الشرج، أو نحوها، هذه كلها لا تفسد الصيام مطلقًا حتى ولو كانت مطلية بمادة دهنية، لا تفسد الصيام.

أما بالنسبة للقسطرة التي تكون عن طريق الذكر، ويلجأ إليها أحيانًا عندما يصاب الإنسان بانحسار البول، بسبب تضخم بروستات، أو غيره، فيلجأ لهذه القسطرة، هذه القسطرة أيضًا ليست بمفسدة للصيام؛ لأنها لا ينطبق عليها ضابط التفطير، وضابط ما يحصل به التفطير، فليست من المنصوص عليه، ولا في معنى المنصوص، وليس بطعام ولا شراب، ولا في معنى الطعام ولا الشراب.

والأصل هو صحة الصيام، ولا نعدل عن هذا الأصل إلا بشيء واضح، وعلى هذا فجميع ما ذُكر من هذه الأمور المعاصرة التي تكون عبر هذه المنافذ هذه كلها لا تفسد الصيام، سواء أكانت عن طريق المهبل، أو عن طريق فتحة الشرج، أو عن طريق العضو الذكري، أو عن أي طريق من هذه الطرق أو المنافذ هذه كلها لا تفسد الصيام، والصيام معها صحيح، والحمد لله.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواد ذات صلة