الرئيسية/خطب/الأضحية: فضائلها وأبرز أحكامها
|categories

الأضحية: فضائلها وأبرز أحكامها

مشاهدة من الموقع

الحمد لله الذي شرع لعباده التقرب إليه بذبح القربان، ورتب على ذلك جزيل الأجر والغفران، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

الأضحية سنة أبينا إبراهيم عليه السلام

عباد الله: يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج:34]، فيخبر ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية: أنه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعًا في جميع الأمم: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا أي: ذبحًا يريقون دمه، لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، ومن ذلك: النسك الذي يُتقرب به إلى الله تعالى ما هو قريب، وسيأتي بعد أيام قلائل، وهو: الأضحية.

والأضاحي هي سنة أبينا إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فقد أُمِر إبراهيم الخليل بذبح ابنه الذي بُشِّر به على كِبَر، فإن إبراهيم الخليل عليه السلام قد عاش عمرًا طويلًا لم يُرزق بذرية، ثم إن الله تعالى أرسل الملائكة فبشرته بولدٍ أتاه على الكِبَر: قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ۝قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ [الحجر:54-55]، فما ظنك بإنسان عقيم لا يولد له، وقد تقدمت به السِّن، ثم رُزق بولد، فكيف ستكون فرحته به، ثم لما كبر هذا الابن، وترعرع، وبلغ أحسن سن يتعلق فيها الوالد بولده، وكان هذا الابن ابنًا بارًّا بوالده أعظم البر عظيم الأدب، كريم الخلق، فتعلق به أبوه تعلقًا شديدًا، فابتلاه الله ​​​​​​​ بذبحه، قال سبحانه-: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ۝فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ أي: كبر وترعرع، وصار يذهب مع أبيه، ويمشي معه، ويُقال: إن هذه أفضل سن يتعلق فيها الوالد بولده: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ورؤيا الأنبياء حق، ورؤيا الأنبياء وحي، وإنما قال إبراهيم عليه السلام ذلك ليكون أهون عليه، وتلطفًا معه في ذلك الأمر، وليس ترددًا من إبراهيم الخليل عليه السلام، وانظروا إلى إجابة هذا الابن الصالح: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات:102]، وصدق فصبر ولم يتزعزع: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أي: لما استسلما وانقادا لأمر الله وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أي: صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه، ولا يشاهد وجهه عند ذبحه، ليكون أهون عليه، ويُقال: إن إسماعيل عليه السلام قال: يا أبتِ كُبني على وجهي، واذبحني من قفاي، فإنك إذا رأيت وجهي فقد ترحمني، فتلَّه للجبين، وأكبَّهُ على وجهه، ورفع السكين يريد أن يمتثل أمر ربه.

يا له من موقف عجيب، فلا ندري من أيهما نعجب من هذا الأب الذي امتثل أمر ربه ولم يتردد، وقد أتاه ابنه هذا على كِبَر، وكان لا يولد له! أو نعجب من هذا الابن الصالح الذي استسلم كذلك لأمر الله وشجّع أباه، وقال له: يا أبتِ افعل ما تؤمر! يا له من ابتلاء عظيم!

ولما نجح في هذا الابتلاء يقول الله: وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ ۝قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا لما أهوى بالسكين نودي يَا إِبْرَاهِيمُ ۝قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا، فالتفت إبراهيم عليه السلام، فإذا بكبش عظيم أبيض، من كباش الجنة، فذبحه إبراهيم فداءً عن ابنه اسماعيل عليه السلام، فكانت سُنَّةٌ من بعده، ثم قال الله: إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ [الصافات:105-106]، وأي بلاء أعظم من أن يؤمر الإنسان بذبح ابنه الذي أتاه على الكبر، وقد تعلق به، وقد نجح إبراهيم الخليل عليه السلام في هذا الابتلاء، فانظروا كيف أن إبراهيم الخليل عليه السلام أُمر بذبح ابنه، فامتثل أمر ربه، ولم يتردد.

والعجب ممن يُؤمر بذبح شاة ليضحي بها ويبخل! وأعجب من ذلك أن هذا الذي يبخل، تجد أنه ينفق أموالاً كثيرة في كماليات، وفي أسفار للنزهة، ونحو ذلك، أما عندما تأتي الأضحية فيبخل بها، ويستخسر ما يبذله في شرائها.

الأضحية من أفضل العبادات المالية

عباد الله: إن التقرب إلى الله تعالى بذبح الهدي والأضحية من أفضل الأعمال الصالحة، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “أفضل العبادات البدنية: الصلاة، وأفضل العبادات المالية: التقرب إلى الله بالنحر، وقد جمع الله تعالى بينهما، فقال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، وقال: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162]”، وإن بذل الدراهم في الأضاحي أفضل من الصدقة بها، فاحرصوا رحمكم الله على أن تضحوا عن أنفسكم، وعن أهليكم من الزوجات والوالدين والأولاد، ليحصل لكم الأجر العظيم، وتقتدوا بسنة نبيكم حيث ضحى عن نفسه وعن أهل بيته، وإن بعض الناس ليحرم نفسه، ويتحجر فضل ربه، فتجده يضحي عن غيره، وينسى نفسه، وبعضهم يضحي عن أقاربه الأموات، ويدع نفسه وأهله وذريته؛ وهذا جهلٌ كبير، فإن الأصل في الأضحية أنها تكون للحي، وليست للميت، فاختلف العلماء هل تشرع الأضحية عن الميت أصلاً؟ فإن النبي لم يُنقل عنه أنه ضحى عن أقاربه الأموات، فقد مات ثلاثة من بناته في حياته، ولم ينقل أنه ضحى عنهم، وماتت زوجته خديجة، ومات عمه حمزة، ولم ينقل أنه ضحى استقلالًا عن أحد من أقاربه الأموات، وإن كان الأقرب أن الأضحية عن الميت لا بأس بها؛ لأنها من جنس الصدقة، والصدقة مشروعة عن الأموات، وإنما أشرت للخلاف في هذه المسألة لأبين أن الأصل في الأضحية أنها للحي وليست للميت، وأنها للميت محل خلاف، وإن كانت جائزة على القول الراجح.

والأكمل والأحسن: أن الإنسان إذا أراد أن يضحي عن الميت أن يضحي عن نفسه، وأن يُشرك من شاء معه من أقاربه الأحياء والأموات، إلا أن تكون وصية أو تكون وقفًا، فيجب تنفيذ الوصية، كما طلب ذلك الموصي، ويجب تنفيذ الوقف كما أراد ذلك المُوقِف.

شروط الأضحية

عباد الله: والأضحية لا تكون إلا في بهيمة الأنعام، وهي: الإبل والبقر والغنم، والأفضل من كل جنس أسمنه وأكثره لحمًا وأكمله خِلقة، بل قال بعض أهل العلم: وما كان أحسن منظرًا فهو أفضل، جاء في صحيح البخاري عن أنس : “أن النبي ضحى بكبشين أقرنين، أملحين” [1]، والأملح: ما خالط بياضه سواد، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “أفضل الأضاحي ما كان أكثر ثمنًا، لأن العادة في عرف الناس، أن ما كان أكثر ثمنًا، فهو الأطيب لحمًا والأجود”.

ولا تجزئ الأضحية إلا بشرطين:

  • الشرط الأول: أن تبلغ السن المعتبرة شرعًا، وهي في الإبل خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي المعز سنة، وفي الضأن نصف سنة.
  • الشرط الثاني: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع من الإجزاء.

وقد بين أعظم هذه العيوب بينه النبي في حديث البراء رضي الله عنه، فقال: أربعٌ لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي [2]، فالعرجاء عرجًا بيِّنًا لا تستطيع أن تمشي مع الصحيحات لا تجزئ، وإذا كانت العرجاء لا تجزئ فمقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين أو كليهما، لا تجزئ من باب أولى.

والعوراء البين عورها: أي التي تبرز معها العين أو تنخسف لا تجزئ، وإذا كانت العوراء لا تجزئ، فالعمياء لا تجزئ من باب أولى.

والمريضة البين مرضها: أي يظهر أثر المرض على البهيمة، إما في أكلها أو في مشيها، ونحو ذلك، فهذه لا تجزئ، ومن الأمراض البينة: الجرَب، سواء كان قليلًا أو كثيرًا، أما المرض اليسير الذي لا يظهر أثره على البهيمة، فلا يمنع من الإجزاء.

والعجفاء: أي الهزيلة التي لا مخ فيها لا تجزئ.

هذه هي أبرز العيوب المانعة من الإجزاء، وهناك عيوب لا تمنع الإجزاء، ولكنها توجب الكراهة؛ مثل: قطع الأذن وشقها، وكسر القرن، ونحو ذلك، ما لم يجاوز المقطوع من الأذن أو القرن النصف.

من مستحبات الأضحية

وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهو أفضل، وأما الخصي فإنه مجزئٌ، وقد ضحى به النبي ضحى بكبشين موجوءين، أي خصيين؛ لأن الخصاء يطيب معه اللحم، ويسمن معه الخروف، فهو يعتبر في البهيمة كمال، كما هو معروف عند أرباب المواشي.

وأما مقطوع الألية فإنه لا يجزئ، لأنه قد قُطع عضوٌ مقصود من هذه البهيمة.

ومن كان يحسن الذبح، فالأفضل أن يباشر الذبح بنفسه؛ لأن هذا هو هدي النبي ، ولأنه يحصل بذلك تمام المقصود من الأضحية، فإن الله يقول: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ [الحج:37]، ويجب أن يسمِّي، ويستحب أن يكبر مع التسمية، فيقول: (بسم الله، والله أكبر، اللهم إن هذه منك ولك، اللهم إن هذه الأضحية عني أو عمن شاء).

ويستحب أن يأكل من الأضحية، وأن يتصدق منها؛ كما قال الله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36]، وهذا وإن كان ورد في الهدي إلا أنه بعمومه يشمل الأضحية، فالسنة الأكل منها، والتصدق، ولا بأس أن يهدي كذلك منها خاصة لأرحامه وجيرانه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه، وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها.

الاشتراك في الأضحية

عباد الله: من مسائل الأضحية التي يكثر السؤال عنها: مسألة الاشتراك في الأضحية، فالاشتراك في الأضحية ينقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول: الاشتراك في المِلك، وهذا يكون في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاص، فلا بأس أن يشترك سبعة أشخاص في أن يضحوا بواحدة من الإبل أو البقر، أما الغنم فلا يصح الاشتراك فيها، لا بد أن يكون المشتري أو المالك للواحدة من الغنم أن يكون واحدًا، وعلى هذا فلو أراد رجل وزوجته أن يشتريا واحدة من الغنم ليضحيا بها عن أنفسهما لم يصح، ولو أراد أخوان أن يشتركا في شراء واحدة من الغنم ليضحيا بها عن أنفسهما لم يصح، بل لا يكون ذلك الاشتراك إلا في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاص.
  • والقسم الثاني: الاشتراك في الثواب، ومعنى الاشتراك في الثواب أن الإنسان أي (المالك للأضحية) عندما يريد أن يضحي، يشرك معه في ثوابها من أراد، وهذا لا بأس به، ولا حد له، فله أن يشرك في الثواب من شاء من الأحياء والأموات، وفضل الله واسع، فإذا أراد الإنسان أن يضحي، أشرك معه مثلاً والديه وأولاده وزوجته، ومن شاء من أصحابه، وأقاربه الأحياء والأموات، فهذا لا حد له، وفضل الله واسع.

وينبغي للإنسان أن يجعل الأضحية في بلده، وأن تظهر هذه الشعيرة في بلده، وفي بيته، وألا تُنقل الأضاحي إلى بلاد أخرى، حتى لا تتعطل الشعيرة في بيت هذا الإنسان.

وبعض الناس يوكِّل من يذبح أضحيته في الخارج، ويبقى هو وأهل بيته بدون أضحية، فيعطَّلون هذه الشعيرة في بيوتهم.

والذي ينبغي أن تُحيا هذه الشعيرة في البيوت، وأن يحرص الإنسان على أن يتولى الذبح بنفسه إن أمكن، أو يحضر الذبح إن لم يُمكن، فإن لم يمكن هذا ولا ذاك فلا أقل من أن تُذبح الأضحية في البلد نفسه، وأن يُؤتى بلحمها، وأن يأكل منها، ويتصدق، وتظهر هذه الشعيرة في البيت، ويراها جميع أفراد الأسرة، إلا إذا كانت الأضاحي كثيرة، وضحَّى ببعضها، وأراد أن ينقل الزائد، فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله.

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك.

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

نسألك اللهم من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسنة نبيك، واجعلهم رحمة لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، ولما فيه صلاح البلاد والعباد، وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه إذا ذكر، وتذكره إذا نسي، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 5553.
^2 رواه أبو داود: 2802.
مواد ذات صلة