|categories

الزواج

مشاهدة من الموقع

الحمد لله الواحد الأحد، القيوم الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكون له كفوًا أحد، خلق فسوى، وقدّر فهدى، وجعل من الإنسان زوجين ذكرًا وأنثى، نحمده تعالى ونشكره حمد الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المتقين، صلي الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدي بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فإنها وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

فوائد الزواج ومنافعه

عباد الله: يقول الله تبارك وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إلىهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21]، فامتن الله تعالى على العباد بأنه خلق لهم أزواجًا، وأحاط هذا الزواج برباط المودة والرحمة.

إن الزواج نعمة عظيمة من الله تعالى على عباده، وفيه فوائد ومصالح كبيرة وكثيرة، وينبغي أن يحث الشباب والشابات على الزواج، بل وأن يُشجع الزواج المبكر، خاصة في زماننا هذا الذي كثرت فيه دواعي الفتن من مصادر شتى ومتنوعة، فتن كثيرة، ومُغريات ومُثيرات، ومن هنا تأتي المسؤولية في حث الشباب على المبادرة بالزواج الذي قد بين النبي ما فيه من المصالح العظيمة، يقول عليه الصلاة والسلام: يا مَعْشر الشباب مَن استطاع منكم الْباءَة فليتزوج؛ فإنه أَغَض للبصر، وأحصن للفَرْج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء [1].

وفي الزواج إعفاف للفرج وغض للبصر، وخص النبي بهذا النداء الشباب لأن عندهم الاستعداد للزواج وعندهم الطاقة التي إذا ما بُودرت بوضعها في موضعها السليم أفادت، فالشاب ينبغي له أن يسعى للزواج من سن مبكرة متى استطاع إلى ذلك سبيلًا، وبيّن النبي فائدتين هما من أعظم فوائد الزواج، وهما:

إحصان الفرج: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6]، فإنه أحصن للفرج أي الزواج يؤمّن المسلم من خطر الفرج.

وأغض للبصر أي أنه إذا تزوج تقر عينه ولا يتطلع إلى ما حرم الله تعالى؛ لأن الله تعالى قد أغناه بحلاله عن حرامه.

ثم إن الزواج يحصل به السكن النفسي والراحة: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21]، فإذا تزوج الشاب سكنت نفسه عن الاضطراب والقلق وارتاح ضميره؛ لأن الشاب بدل ما يكون مزعزع الفكر، فإن تزوجه من أسباب سكون نفسه وطمأنينته وارتياحه، ويترتب على هذا خيرات كثيرة لهذا الشاب.

ومن فوائد الزواج كذلك: حصول الأولاد الذين تقر بهم أعين والديهم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ [الفرقان:74]، فالأولاد هم شرُّ زينة الحياة الدنيا: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:46]، فالأولاد بهم زينة للحياة الدنيا، والإنسان يطلب الزينة كما أنه يطلب المال فهو كذلك يطلب الأولاد؛ لأنهم يعادلون المال في كونهم زينة للحياة الدنيا، بل أن الإنسان ربما افتدى بماله تضحية لأولاده هذا في الدنيا، ثم في الآخرة يجري نفعهم على آبائهم إن أصلحهم الله تعالى؛ كما قال النبي : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلْم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له [2]، فالأولاد فيهم مصالح عظيمة في الحياة وبعد الممات.

الزواج من سُنة الأنبياء والمرسلين

إن الزواج جعله الله تعالى من سنة الأنبياء والمرسلين؛ كما قال سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً [الرعد:38]، وقد اقتطع الله تعالى من زمن كليمه موسى عليه السلام عشر سنين في رعاية الغنم لكي يحصّل مهر زوجته، ومعلوم مقدار هذه السنين العشر في نوافل العبادات.

واختار لنبيه محمد أفضل الأشياء فلم يُحب له تَرْك النكاح؛ بل تزوج عليه الصلاة والسلام بتسع نساء، ولا هدي فوق هديه.

ولو لم يكن إلا سرور النبي حين يباهي يوم القيامة بأمته بكثرتهم: تزوجوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة [3].

ولو لم يكن فيه إلا أنه بصدد أنه لا ينقطع عمله بعد موته.

ولو لم يكن فيه إلا أنه يخرج من صلبه من يشهد لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة.

ولو لم يكن فيه إلا غض بصره وإحصان فرجه عن التفاته عمّا حرم الله.

ولو لم يكن فيه إلا تحصين امرأة يُعفها الله به ويثيبه على قضاء وطره ووطرها فهو في صحائف حسناته.

ولو لم يكن فيه إلا ما يثاب عليه من النفقة على امرأته وأولاده.

ولو لم يكن فيه إلا تكثير الإسلام وأهله وغيظ أعداء الإسلام: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم [النساء:3]، وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32].

قال ابن مسعود : “لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يومًا لي فيه طَول على النكاح؛ لتزوجت مخافة الفتنة”.

وقد استأذن بعض الصحابة رسول الله في الاختصاء لكي ينقطعوا للعبادة ولكي يسلموا من هذه الشهوة التي ربما تؤثر على أمور عبادتهم، ولم يأذن لهم النبي ، فقد جاء في الصحيحين عن سعد قال: “رَدَّ رسول اللَّه على عثمان بن مظْعُون التَّبَتُّل، ولو أذِن له لاختصينا” [4].

ولما أتاه نفر سألوا عن عبادة النبي فكأنهم تقَالُّوها ثم قالوا: أين نحن منه، وقد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؟ فقال أحدهم: أمَّا أنا فأصوم النهار ولا أُفْطِر أبدًا، قال الآخر: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام أبدًا، وقال الثالث: أما أنا فلا أتزوَّج النساء، فخرج عليهم النبي ، وقال: أمَا واللَّه إنِّي لأخشاكم للَّه، وأتقاكم له، ولكنِّي أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد، وأتزوَّج النساء، فمَن رغب عن سنتي فليس منِّي قال الإمام أحمد رحمه الله: “ليست العزلة من أمر الإسلام في شيء، ومن دعاك إلى غير التزويج فقد دعاك إلى غير الإسلام”.

أهمية المبادرة إلى الزواج

عباد الله: إنه ينبغي أن يحث المجتمع، وبخاصة الشباب والشابات إلى المبادرة بالزواج، أن يحث الشاب على المبادرة بالزواج والشابة على قبول الخاطب الكفء، فإن في هذا حماية لهم من عواصف الفتن وتيارات الانحراف بإذن الله ​​​​​​​، بعض الشباب ليس لديه الوعي كامل بأهمية الزواج وبمنافعه وأثره في الاستقرار النفسي والعاطفي في حياة الشاب، وهو لا يمتنع عن الزواج، لكنه يريد تأجيله ويريد تأخيره حتى إذا مرت مرحلة الشباب أو أكثرها بدأ حينئذ يفكر في الزواج، وهكذا بالنسبة للشابة ترد الخطبان بحجج واهية، وإذا بسنوات العمر قد تسربت بسرعة، وإذا بهذه الشابة تتفاجأ بأنه قد فاتها القِطار وقلَّ خطابها، فلا بد من توعية الشباب والشابات بأهمية المبادرة بالزواج المبكر، وما فيه من المصالح والمنافع العظيمة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

تشجيع الشباب والشابات على الزواج

عباد الله: إن إقبال الشباب والشابات علي الزواج يتحقق به المصالح الكبيرة المترتبة على الزواج، كما أنه فيه تحصين للمجتمع من الفتن وإعفاف له، وإن العزوف عن الزواج يترتب عليه مفاسد كبيرة على الأفراد وعلى المجتمع، ومن هنا تقع المسؤولية في تشجيع الشباب على الزواج، تقع المسؤولية على العلماء وعلى الخطباء وعلى أصحاب المنافذ الإعلامية، وعلى المثقفين، وعلى أهل الحل والعقد في توعية المجتمع بأهمية الزواج، بل بأهمية الزواج المبكر، خاصة ونحن نرى بعض الوسائل الإعلامية التي تُنفر الشباب والشابات من الزواج المبكر: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء:27].

وتقع المسؤولية بشكل أخص على الوالدين، فعلى الأب والأم أن يقوما بدورهما في توعية ابنهما الشاب بأهمية الزواج وما يترتب عليه من المصالح، ويبينا عظيم أثره في إعفاف وإصلاح هذا الشاب، وعلى الأب والأم أن يقوما كذلك بتوعية ابنتهما بقبول الخاطب الكُفء مرضي الدين والخلق.

إن بعض الآباء والأمهات لا يهتمون بهذا الأمر، فهذا الشاب يقضي معظم وقته مع أصحابه وليس عنده الوعي بأهمية الزواج، أو أن عنده تصورات خاطئة عن الزواج بأنه تقييد للحرية، ونحو ذلك، حتى إذا تسرب معظم وقت الشباب بدأ يفكر في الزواج، وإن المطلوب من الوالدين أن يحثا ابنهما على الزواج، وأن يساعداه في تحقيق ذلك، وفي تذليل العقبات التي قد تقف أمامه.

شاب يقول: إن عمره قد قارب الأربعين عامًا، وإن أباه وأمه لم يكلماه يومًا من الأيام ويطلبا منه أن يتزوج، ولم يتنبه لذلك إلا بعدما تسرب معظم وقت الشباب.

وهكذا بالنسبة للبنت إذا تقدم لها الخاطب الكفء على الأب والأم المسؤولية بأن يشجعا ابنتهما على القبول به، وأن يبينا لهذه الفتاة أنها كالزهرة كلما تقدم بها العمر فإنها تذبل ويقل خطابها؛ بل إن الأب الناصح يبحث لابنته على الخاطب الكفء. قال البخاري في صحيحه: “باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير”، ثم ساق بسنده عن عمر بن الخطاب حين تأيمت ابنته حفصة، أي مات زوجها، قال عمر : “فأتيت عثمان فعرضت عليه ابنتي حفصة، فقال عثمان: سأنظر في أمري، فلبثت ليالٍ ثم لقيني فقال: يا عمر قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت يا أبا بكر زوجتك ابنتي حفصة، فصمت أبو بكر، فقال: لم يرجع إلى شيء، فكنت أوجد عليه مني على عثمان”، فلبث ليالٍ فساق الله تعالى لها خاطبًا لم يخطر ببال عمر ، ساق الله تعالى لابنته رسول الله ، فخطبها رسول الله ، وأصبحت إحدى أمهات المؤمنين.

ولعل الله تعالى علم من عمر هذا الحرص العظيم على تزويج ابنته، فقيض الله تعالى لابنته زوجًا لم يخطر ببال عمر .

ما ينبغي أن يكون الأب حريصًا عليه

وهكذا فإن الأب إذا كان حريصًا على تزويج بناته فإن الله تعالى يقيض لهن أزواجًا صالحين، ثم إن أبا بكر لقي عمر ، واعتذر منه، بأنه سمع النبي يذكرها، ولم يرد إفشاء سره [5].

فانظروا إلى هذا الحرص العظيم من عمر بن الخطاب في تزويج ابنته التي كانت متزوجةً، لكن مات زوجها، ومع ذلك لم يُرد عمر أن تبقى بدون زوجٍ، فصار يبحث لها عن زوجٍ صالحٍ حتى قيَّض الله تعالى لها زوجًا لم يخطر ببالها، ولا ببال عمر : رسول الله .

بل إن بعض الآباء الصالحين فوق حرصه ونصحه يدعو الله تعالى بأن يُقيض الله لبناته أزواجًا صالحين، حدثني رجل صالح كبير في السن يقول: إنه يدعو الله تعالى كثيرًا ويُلح على الله تعالى في الدعاء كل يوم في أن يرزق بناته بأزواج صالحين، قال: فوالله إن الله قد قر عيني بتزويج جميع بناتي بأزواج صالحين على ما كنت أتمنى، بل فوق ما كنت أتمنى.

وهكذا أيها الإخوة إذا كان الأب حريصًا والأم حريصة على تزويج أولادهما فإنهما يبذلان لهما النصح والتوعية والله تعالى يُسخر لهذا الشاب ولهذه الشابة يسخر لهما ما تقر به أعينهم، ولكننا نجد وخاصة في السنوات المتأخرة، نجد أن هذا الحرص بدأ يقل لدى بعض الأسر، فلا نجد الحرص الكبير لدى الأب والأم على تزويج ابنهما، أو على تزويج ابنتهما، أصبح هذا الحرص يقل، وهذا لا يُبشر بخير، ينبغي أن يرتفع مستوى الحرص لدى الأب والأم في تزويج ابنهما الشاب، وفي تزويج ابنتهما، وأن يسعيا بالنصح وبرفع مستوى الوعي لدى هذا الابن وهذه البنت بأهمية الزواج ومنافعه العظيمة وأثره في إحصان الفرج وأثره في غض البصر وأثره في تحصيل الذرية الصالحة وأثره في الاستقرار النفسي والعاطفي، إلى غير ذلك من مصالح ومنافع النكاح.

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم أذل النفاق والمنافقين.

اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم فأشغله في نفسه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.

اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، اللهم اخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان، يا حي يا قيوم.

اللهم هيئ للأمة الإسلامية أمرًا رشدًا يُعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد عزيزًا ظاهرًا وفي جميع بلاد المسلمين، يا حي يا قيوم.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد ، واجعلهم رحمة لرعاياهم.

اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا ونائبيه وإخوانه وأعوانه لما فيه خير الإسلام، وصلاح المسلمين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم إذا ذكروا، وتذكرهم إذا نسوا، وتدلهم على الحق، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

اللهم أعن إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم ارحمهم برحمتك يا رحمن، وانصرهم بنصرك، يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 5065، ومسلم: 3466.
^2 رواه مسلم: 4310.
^3 رواه أبو داود: 2050، وأحمد: 12634.
^4 رواه البخاري: 5073، ومسلم: 3470.
^5 رواه البخاري: 5122.
مواد ذات صلة