الرئيسية/خطب/خطبة عيد الأضحى لعام 1441هـ
|categories

خطبة عيد الأضحى لعام 1441هـ

مشاهدة من الموقع

الحمد لله معيد الجمع والأعياد، رافع السماوات عاليةً بغير عمادٍ، وباسط الأرض ومرسيها بالأطواد، جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، أحمده على نعمٍ لا يحصى لها تعدادٌ، وأشكره وبالشكر تدوم النعم وتزداد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجو بها النجاة يوم التناد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل العباد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم المعاد.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،  الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر، خلق الخلق وأحصاهم عددًا: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[مريم: 95].

الله أكبر، عدد ما ذكره الذاكرون، والله أكبر، عدد ما هلل المهللون، الله أكبر، عدد ما لبى الملبون، الله أكبر، كلما أحرموا من الميقات، الله أكبر، كلما دخلوا فجاج مكة ووصلوا تلك الرحبات، الله أكبر، كلما طافوا بالبيت العتيق يرجون المغفرة ورفع الدرجات، الله أكبر، كلما سعوا بين الصفا والمروة وأقاموا تلك المشاعر المعظمات، الله أكبر، كلما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات، الله أكبر، كلما أسيل هناك من العبرات، الله أكبر، كلما باتوا بالمزدلفة ووقفوا عند المشعر الحرام بالذكر والدعوات، الله أكبر، كلما دفعوا إلى منى ورموا الجمرات، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.

عباد الله:

ها هو يحل علينا عيد الأضحـى المبارك، ولسان حال الناس يقول:

عيدٌ بأية حالٍ عُدت يا عيدُ؟ بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد؟

دروس وعبر من الأحداث

يحل علينا هذا العيد، والناس يعيشون في ظروفٍ استثنائيةٍ؛بسبب جائحة (كورونا) وأحداثها المتسارعة، والتي كان من أعظم آثارها، أثرها على الحج هذا العام، وتقليص أعداد الحجاج إلى ما يقارب الألف حاجٍّ إلى عشرة آلافٍ!

أحداثٌ عجيبةٌ ستبقى عالقةً في الذاكرة وفي تاريخ البشرية! ستبقى تتناقل الأجيال أخبارها، أحداثٌ عمت جميع أرجاء الأرض، ولم تخصَّ قطرًا دون قطرٍ.

والمهم هو أن نأخذ الدروس والعبر من هذه الأحداث، وأن نستفيد منها.

عظمة الخالق وضعف البشر

ومن أبلغ هذه الدروس: عظمة الخالق جلَّ وعلا، وضعف البشر؛ فيروسٌ لا يرى بالعين المجردة، لو جُمِعَ هذا الفيروس من جميع أرجاء الأرض لم يزِد حجمه على حبة أُرْزٍ، ومع ذلك تسبب في هذه الجائحة العظيمة التي لا نزال نعيش أحداثها، ونخوض غمارها.

وصدق الله العظيم إذ يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ۝مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[الحج: 73، 74].

سرعة تغير الدنيا وأحوالها

ومن أبرز هذه الدروس: سرعة تغير الدنيا وأحوالها، فقبل ستة أشهرٍ مثلًا، من كان يخطر بباله أن تقع هذه الأحداث ولو في الخيال؟! من كان يتصور أن يقع حدثٌ يُحجَر الناس بسببه في بيوتهم، وتغلق المساجد، وتعطل الأعمال، وتعلق العمرة، وتقلص أعداد الحجيج إلى ما يقارب الألف حاجٍّ: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ[النور: 44].

سنة ذبح الأضاحي

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله:

إن يومكم هذا هو يوم النحر، يوم الحج الأكبر؛ يجتمع فيه الحجاج بمنًى يستكملون مناسك الحج، ويتقربون إلى الله بذبح الهدي، وقد شرع الله لنا مشاركتهم بذبح الأضاحي، سنة أبينا إبراهيم ومحمدٍ عليهما الصلاة والسلام.

فهي سنة أبينا إبراهيم الخليل حين أُمِر بذبح ابنه إسماعيل  فلم يتردد: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ[الصافات: 102]، هذا هو إبراهيم الخليل المهاجر من أرضه وأهله وقرابته بعدما ألقي في النار، فجعلها الله بردًا وسلامًا عليه؛ ها هو يُرزق على كبر سنه بغلامٍ، وليس أيَّ غلامٍ؛ يُرزق بغلامٍ شهد له رب العالمين بأنه غلامٌ حليمٌ في غاية النجابة والتميز والبر.

وبلغ أحسن سنٍّ يتعلق فيها الوالد بولده، تصور رجلًا كبيرًا في السن، لم يرزق بذريةٍ طيلة عمره، ثم على كِبَرِ سنه يُرزق بهذا الغلام، فكيف سيكون تعلقه به؟

ويرى إبراهيم في منامه الأمر بذبح ابنه وليست وحيًا صريحًا ولا أمرًا مباشرًا، ولكنها رؤيا، ورؤيا الأنبياء حقٌّ، فاستسلم لأمر الله من غير جزعٍ ولا اضطرابٍ، ويواجه ابنَه الصالح الحليم البار بهذا الأمر: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى[الصافات: 102]. يا له من موقفٍ صعبٍ عصيبٍ! فماذا كان موقف هذا الابن على صغر سنه؟ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[الصافات: 102]. تلقى الأمر في طاعةٍ واستسلامٍ ورضًا ويقينٍ، يقول له: يَا أَبَتِ! في مودةٍ وقُربى وأدبٍ: افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، ثم يتأدب مع الله فيرجو منه الإعانة على الصبر سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.

فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ[الصافات: 103]، أسلم إبراهيم الخليل أمره إلى الله، واستسلم وانقاد وعزم على امتثال أمر ربه بذبح ابنه وفلذة كبده، عزمًا أكيدًا صادقًا، وأسلم إسماعيل كذلك، واستسلم لأمر ربه، فهما قد أسلما جميعًا في رضًا وطمأنينةٍ.

وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ[الصافات: 103]، أي: صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه، ولا يشاهد وجهه عند ذبحه؛ ليكون أهون عليه.

فلا ندري من أيهما نعجب! من هذا الأب الذي أتاه هذا الابن البار الصالح الحليم على كبرٍ، ومع ذلك استسلم وانقاد لأمر الله؟! أم نعجب من هذا الابن الذي يشجع أباه على امتثال أمر ربه بذبحه ويقول له: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[الصافات: 102]؟!

فلما أهوى بالسكين، جاءه النداء من الله: وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ۝قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ[الصافات: 104-106]. وأي بلاءٍ أعظم من هذا البلاء؟!

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[الصافات: 107] أي: بكبشٍ عظيمٍ.

قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: “فداه الله بكبشٍ قد رعى في الجنة أربعين خريفًا” [1]. فكانت سنة الأضاحي من بعده.

فينبغي لنا عندما نضحي بهذه الأنعام: أن نتذكر أحداث هذه القصة، كما أن من يسعى بين الصفا والمروة، يتذكر سعي أم إسماعيل بينهما سبعة أشواطٍ حتى نبع بئر زمزم.

وهذه الأضاحي هي كذلك سنة نبينا محمدٍ ، فقد جاء في “الصحيحين” أنه عليه الصَّلاة والسَّلام: “ضحّى بكبشين أملحين أقرنين” [2].

و(الأملح): هو الذي فيه بياضٌ وسوادٌ، ولكن البياض أكثر من السواد. و(الأقرن): أي: ذو قرنٍ، (أقرنين) أي: لكل واحدٍ منهما قرنان.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الأضحية شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الله: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج: 32].

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “أَجَلُّ العبادات البدنية: الصلاة، وأجل العبادات المالية: النحر؛ ولهذا جمع الله بينهما فقال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[الكوثر: 2].

شروط صحة الأضحية

عباد الله:

يشترط لصحة الأضحية: أن تبلغ السن المعتبر شرعًا، وهو في الإبل: خمس سنين، وفي البقر: سنتان، وفي المعز: سنةٌ، وفي الضأن: ستة أشهرٍ.

ويجوز أن يشترك في الواحدة من الإبل والبقر سبعة أشخاصٍ، وأما الغنم فلا يصح الاشتراك في الواحدة منها، لكن للمضحي بها أن يشرك في ثوابها من شاء من الأحياء والأموات.

ويشترط لصحة الأضحية كذلك: أن تكون سليمةً من العيوب، ومن أبرزها:

ما جاء في حديث البراء : أن النبي  قال: أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِي: العَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ البيِّنُ مَرضُهَا، والعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْعَجْفَاءُ -أي: الهزيلة- الَّتِي لَا تُنقِي [3] أي: التي لا مخ فيها.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.

ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها

عباد الله:

إن الأضحية عبادةٌ عظيمةٌ، وشعيرةٌ من أجل وأعظم الشعائر؛ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج: 32].

وإن من الجهل ما يُسمع من بعض الناس الذين يقولون: ليس الناس الآن في حاجةٍ للحم، فتصدقوا بثمن الأضحية للفقراء والمساكين. وهذا جهلٌ كبيرٌ بمقصود الشارع من الأضحية؛ فمقصوده منها ليس اللحم، وإنما المقصود: تحقيق تقوى الله ​​​​​​​ بتعظيمه، والتقرب إليه بإراقة دم هذه الأضحية؛ كما قال ربنا سبحانه: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ[الحج: 37]، وقال: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ[الحج: 36]، وقال: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ[الحج: 37].

وقد أجمع العلماء على أن التقرب إلى الله بذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها.

عباد الله:

الأضحية وإن كانت ليست واجبةً شرعًا، وإنما هي سنةٌ مؤكدةٌ، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فهي شاةٌ واحدةٌ يذبحها مرةً واحدةً في العام، وإبراهيم الخليل عليه الصَّلاة والسَّلام أُمِرَ بذبح ابنه وفلذة كبده، فلم يتردد في الامتثال، فكيف بمن يؤمر بذبح شاةٍ فيبخل بها؟!

ومن الناس من يعتذر بغلاء ثمن الأضاحي، ولكن عندما تنظر إلى واقعه تجد أنه ينفق أموالًا طائلةً في سفر النزهة، وفي الكماليات، وإذا أتت الأضحية اعتذر عنها بغلاء ثمنها.

والأعجب من ذلك: من يضحي عن غيره من الأحياء والأموات، وينسى نفسه فيبقى بلا أضحيةٍ!

وفريقٌ من الناس يوكِّل من يذبح عنه الأضحية في بلدٍ آخر، ويبقى بيته معطَّلًا عن إقامة هذه الشعيرة، وهذا خلاف السنة؛ فإن السنة إظهار هذه الشعيرة، وأن تبرز وتظهر في البيت، وأن يأكل منها المضحي، يأكل من لحمها ويتصدق؛ كما قال الله سبحانه: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ[الحج: 28]. وهذا وإن كان ورد في الهدي، إلا أنه يشمل بعمومه الأضحية.

نعم، لو كان عند الإنسان أضاحٍ كثيرةٌ فذبح بعضها وأقام الشعيرة في بيته، ووكَّل من يذبح بقيتها في بلدٍ آخر فلا بأس، أما أنه يوكِّل بذبح أضحيته في بلدٍ آخر ويبقى بيته معطَّلًا عن هذه الشعيرة، فهذا خلاف السنة.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

التواصل والتزاور في العيد

عباد الله:

إن من مقاصد العيد: التواصلَ بين المسلمين، والتزاور وصلة الأرحام.

فتزاوروا وصلوا أرحامكم، مع الأخذ بالاحترازات الوقائية عند الزيارات، بترك المصافحة والمعانقة، والاكتفاء بإلقاء التحية، عن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما: “أن النبي سئل: أي الناس أفضل؟ قال: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ. قالوا: يا رسول الله، صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيه وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ [4].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

حكم الجمعة إذا اجتمعت مع العيد

عباد الله:

إنه قد اجتمع في يومكم هذا عيدان: عيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة، فمن شهد صلاة العيد لم تلزمه الجمعة، وله أن يصليها ظهرًا، أربع ركعات؛ لحديث أبي هريرة : أن يوم العيد وافق يوم جمعةٍ في عهد النبي ، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّه قَد اجْتَمَع فِي يَوْمِكُم هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَه مِنَ الْجُمِعَةِ، وَإِنَّا لَـمُجَمِّعُون إِنْ شَاءَ اللهُ [5].

والأفضل أن يشهد المسلم الجمعة، فإنها عملٌ صالحٌ عظيمٌ، ويعظم أجرها وثوابها لكونها في هذه العشر المباركة، التي تضاعف فيها الأجور والحسنات.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

اللهم صلَّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ، ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلِّ وسلم عليه صلاةً وتسليمًا دائمين إلى يوم الدين، وارضَ اللهم عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، ولما فيه صلاح البلاد والعباد، وألبسه لباس الصحة والعافية، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما فيه الخير للإسلام والمسلمين، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، وأعاد الله تعالى علينا هذا العيد بالخيرات والمسرات.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 7/ 27.
^2 رواه البخاري: 1712، ومسلم: 1966.
^3 رواه أبو داود: 2802، والترمذي: 1497، والنسائي: 4381.
^4 رواه ابن ماجه: 4216.
^5 رواه أبو داود: 1073.
مواد ذات صلة