الرئيسية/خطب/{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
|

{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}

مشاهدة من الموقع

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ۝ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ[سبأ: 1، 2]، أحمده تعالى وأشكره، حمدًا وشكرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وكما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 70، 71]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[الطلاق: 2، 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[الطلاق: 4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[الطلاق: 5].

عباد الله:

إن لله تعالى سننًا في هذا الكون، لا تتبدل ولا تتغير؛ كما قال ربنا سبحانه: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا[فاطر: 43]، ولا بد من فقه هذه السنن، ومن ربطها بما حدث وما يحدث في هذا الكون، لا بد من إدراك العلاقات بين الأعمال وآثارها، والربط بين الأسباب ومسبباتها، ولقد بيَّن الله تبارك وتعالى لنا كثيرًا من هذه السنن في كتابه الكريم.

الذنوب سبب كل شر وبلاء

ونقف في هذه الخطبة مع سنةٍ عظيمةٍ من هذه السنن التي نبهنا إليها ربنا سبحانه في محكم التنزيل، وبينها رسوله في أحاديث كثيرةٍ، وهي: أن كل شرٍّ وبلاءٍ وهلاكٍ ودمارٍ، ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمرات، وسوء حالٍ، فسببه: الذنوب والمعاصي، ومخالفة أوامر الرب ​​​​​​​؛ يقول الله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[الشورى: 30].

إنها الذنوب والمعاصي التي ما ظهرت في ديارٍ إلا أهلكتها، ولا تمكنت من قلوبٍ إلا أعمتها، ولا فشَت في أمةٍ إلا أذلتها؛ بالمعاصي تبدل إبليس بالإيمان كفرًا، وبالقرب بعدًا، وبالرحمة لعنةً، وبالجنة نارًا تلظى.

بالمعاصي عمَّ قوم نوحٍ الغرق، وأهلكت عادًا الريح العقيم، وأخرجت ثمودَ الصيحةُ، وجعل الله ديار قوم لوطٍ عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[العنكبوت: 40].

إنها سنة الله: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ، إنها الحقيقة الصارخة، فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ، تلكم الذنوب، وتلكم عواقبها، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ[هود: 83].

شؤم المعصية وسوء عاقبتها

عباد الله:

إن للمعاصي شؤمها، ولها عواقبها في النفس والأهل، في البر والبحر، بها تضل الأهواء، وتفسد الأجواء، بالمعاصي يهون العبد على ربه فيَرفع مهابته من قلوب خلقه، وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ[الحج: 18].

أخرج الإمام أحمد في “مسنده” عن عبدالرحمن بن جبير بن نفيرٍ، عن أبيه قال: “لما فُتِحت قبرص، رأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي، فقلت يا أبا الدرداء: ما الذي يبكيك في يومٍ أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك يا جبير! ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره! بينا هي أمةٌ قاهرةٌ ظاهرةٌ لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى!”[1].

بسبب الذنوب والآثام؛ يكون الهم والغم والحزن والعُقَد النفسية، بسبب الذنوب تزول النعم، وتحل النقم، وتتحول العافية، ويُستجلب سخطُ الرب ​​​​​​​.

إذا ابتُلِي العبد بالمعاصي استوحش قلبه، وضَعُف بأهل الخير والصلاح صلته، وجفاه الصالحون من أهله وأقاربه، حتى قال بعض السلف: (إني والله لَأعصِي الله فأرى ذلك في خُلق امرأتي ودابتي).[2]، ويقول آخر: (إني لأعمل المعصية فأذهب فأجد تغير الناس عليّ، وأُنكر أخلاقهم معي.).

إن الذنب يقطع طريق الطاعة، ويصد عن سُبُل الخير، والذنب بعد الذنب يقسو به القلب، فيبتعد به عن التوبة النصوح؛ كما قال ربنا سبحانه: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[الحشر: 19]، قال ابن القيم رحمه الله: “إذا نسي العبد نفسه، أعرض عن مصالحها، ونسيها واشتغل عنها؛ فهلكت وفسدت، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19]، ولا بد لكل بستانٍ أو زرعٍ أو ماشيةٍ، أو غير ذلك، مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه -لا بد له من التعهد- فإذا أهمله ونسيه، واشتغل عنه بغيره، مضيعًا مصالحه، فإنه يفسد ولا بد”.[3].

وهكذا من نسي الله ​​​​​​​ وأعرض عن ذكر الله سبحانه؛ فإن الله سبحانه ينسيه مصالحه الحقيقية التي تزكو بها نفسه، فيكون من الفاسقين، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19]، من نسي الله ​​​​​​​ أنساه الله تعالى مصالحه الحقيقية، فضلّ وكان من الفاسقين.

وما حصل لعبدٍ من حالٍ مكروهةٍ إلا بذنبٍ، وما يعفو الله عنه أكثر، فكل نقصٍ وبلاءٍ، وكل شرٍّ في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب والمعاصي، ومخالفة أوامر الرب، فليس للعَالَم شرٌّ قط من الذنوب وموجباتها، وآثار الحسنات والسيئات، في القلوب والأبدان والأموال، أمرٌ مشهودٌ في العالم، لا ينكره ذو عقلٍ سليمٍ، بل يعرفه المؤمن والكافر، والبر والفاجر.

قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: “إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، وَوَهْنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق.”[4].

آثار الذنوب والمعاصي

إن للذنوب والمعاصي عواقب جِسامًا لا يعلمها إلا الله تعالى، فكم أهلكت من أممٍ ماضيةٍ، وشعوبٍ كانت قائمةً، فهل ترى لهم من باقيةٍ، ولا تزال الذنوب تهدم في بناء الأمم الحاضرة، حتى تتحقق فيها سنة الله الجارية؛ كما قال ربنا سبحانه: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا[الإسراء: 17]. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ[هود: 102].

إن المعاصي تُحْدِثُ في الأرض أنواعًا من الفساد؛ في المياه، وفي الهواء، وفي الثمار، وفي المساكن، وفي الأبدان، وفي الأموال؛ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[الروم: 41].

فمن آثار الذنوب والمعاصي: ما يحدث في بعض المجتمعات من حروبٍ طاحنةٍ، ومن معارك مدمرةٍ، ومن فوضى، ومن انقسامٍ إلى شيعٍ وأحزابٍ.

ومنها: غلاء الأسعار، ونقص الأموال، ونقص الثمرات، كل هذا بسبب الذنوب والمعاصي.

ومن آثار الذنوب والمعاصي على مستوى الفرد: تعسير الأمور على الإنسان، فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقًا دونه، أو متعثرًا عليه، كما أن من اتقى الله جعل الله له من أمره يسرًا؛ كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[الطلاق: 2، 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[الطلاق: 4].

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أنها تعمي بصر القلب، وتطمس نوره وتُمْرضُه، ولا تزال الذنوب تنكت في القلب شيئًا فشيئًا؛ حتى يصبح القلب مريضًا معلولًا، ثم إذا تراكمت يكون عليه الران الذي ذكره الله تعالى في قوله: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[المطففين: 14]، قال ابن القيم رحمه الله: (إن تأثير الذنوب في القلوب، كتأثير الأمراض في الأبدان، بل إن الذنوب أمراض القلوب وأدواءُها، ولا دواء إلا تركها.)[5].

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أنها تَمْحَقُ بركة العمر، وتمحق بركة الرزق، وتمحق بركة المال وبركة الولد، وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة، وبالجملة: تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركةً في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله ​​​​​​​، وما مُحِيَتِ البركة من الأرض إلا بسبب معاصي الخلق؛ كما قال الله سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ[الأعراف: 96] فبالإيمان والتقوى تُسْتَجْلَب البركات، وبالمعاصي تُمْحَق البركات.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ.

 عباد الله:

من آثار الذنوب والمعاصي: انتشار الأمراض والأوبئة في المجتمعات؛ وها نحن نرى انتشار مرض (كورونا) في العالم، وسبحان الله! فيروسٌ صغيرٌ لا يُرى بالعين المجردة، أرعب الناس، وهزَّ اقتصاد العالم، وأُغلِقَت بسببه مدارسُ وجامعاتٌ، واسُتنْفِرَت دول العالم، استَنْفَرَت كثيرٌ من دول العالم أجهزتها الصحية لمحاصرته وللوقاية منه.

ما أضعف ابن آدم أمام قدرة العزيز الحكيم!

وإن كنا لا نجزم بسبب وقوع هذا المرض لسببٍ معينٍ، لكن نذكِّر بما ذكره ربنا سبحانه: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[الروم: 41]، وبقول الله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30].

أسباب رفع البلاء

وإن من أسباب رفع الأوبئة وحلول البركات: التقوى لله سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ[الأعراف: 96].

عباد الله:

ينبغي للمسلم أن يكثر من التوبة والاستغفار، وأن يقتدي برسول الله  الذي كان يُحسب له في المجلس الواحد أنه كان يقول: رَبِّ اغْفِر لِي وَتُب عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم[6]. وأنه يقول: أسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوب إِلَيْه[7]. أو: أستَغْفِرُ اللهَ الذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه[8]

وإن رحمة الله تعالى بعباده عظيمةٌ، ومغفرته واسعةٌ، فهو واسع المغفرة، وهو الغفور الغفار، وهو التواب، قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر: 53].

إن الاستغفار من أسباب درء العذاب عن الإنسان، نعم، الاستغفار من أسباب درء العذاب عن الإنسان، يقول الله ​​​​​​​: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الأنفال: 33].

فخصِّصْ يا أخي من وقتك كل يومٍ وقتًا للاستغفار، خاصةً وقت السحر؛ فقد أثنى الله تعالى على من يفعل ذلك، فقال: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[آل عمران: 17].

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير؛ فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، اللهم ارضَ عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.

اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكانٍ، واخذل من خذل دين الإسلام في كل مكانٍ.

اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشَدًا يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، وترفع فيه السنة، وتُقمَع فيه البدعة، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، اللهم اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍّ.

اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

نعوذ اللهم بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، ولما فيه صلاح البلاد والعباد، وقرِّب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة: 201].

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 180-182].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 الزهد لأحمد: 763
2, 4 الجواب الكافي ص: 54.
3 الوابل الصيب ص: 46.
5 الجواب الكافي ص: 76.
6 رواه أبو داود: 1516، وابن ماجه: 3814.
7 رواه أحمد: 24065.
8 رواه أبو داود: 1517، والترمذي: 3577.

مواد ذات صلة