|categories

(22) زدني علمًا- أذكار الصباح والمساء

مشاهدة من الموقع

المقدم: أهلًا بكم مستمعينا الكرام إلى هذه الفقرة الأسبوعية (زدني علمًا) مع معالي الشيخ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام في كلية الشريعة، حياك الله يا شيخ سعد.

الشيخ: حياكم الله، وحيا الله الإخوة المستمعين.

المقدم: الأسبوع الماضي شيخ سعد تحدثنا عن الأذكار، مقدمة عنها، وفضلها، وكذلك بعض المسائل المتعلقة بها، لكن إن كان هناك إشارات تقدمها شيخنا في هذه الأذكار، وبعض المراجع التي ربما يستعين بها الإنسان.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهناك أذكار الصباح، وأذكار المساء، أذكار الصباح يبدأ وقتها بطلوع الصبح، يعني بطلوع الفجر، فيبدأ وقتها من حين طلوع الفجر يبدأ وقت هذه الأذكار، وعلى هذا لا بأس أن يأتي بها المسلم قبل صلاة الفجر، أو بعد صلاة الفجر الأمر في هذا واسع.

وأما أذكار المساء فيبدأ وقتها بابتداء المساء، والمساء في لغة العرب يبدأ من بعد الزوال، ولكن استحب كثير من أهل العلم أن تجعل الأذكار بعد صلاة العصر؛ وذلك لأنه قد ورد في نصوص كثيرة ما يدل على فضل كون الأذكار في طرفي النهار: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:42]، والبكرة يعني هي الصبح، والأصيل هو ما بعد العصر، وآيات كثيرة في هذا المعنى، والنصوص كثيرة في هذا المعنى.

فالذي عليه كثير من المحققين من أهل العلم: أن أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر، هذا بالنسبة لوقت أذكار الصباح والمساء.

هناك أذكار مقيدة بالليل، فلا بد أن تكون بعد غروب الشمس، ومنها مثلًا: قول النبي عن آخر آيتين من سورة البقرة: من قرأهما في ليلة كفتاه [1]، هذه لا بد أن تكون بعد غروب الشمس، هذا بالنسبة لوقتها.

وأما أذكار الصباح والمساء فقد صنف فيها مصنفات، لكن بعض هذه الكتب والمصنفات لا تخلو من أحاديث ضعيفة، وأقول: ما صح فيه غنية عما لم يصح؛ ولهذا ينبغي أن يقتصر المسلم على ما صح عن النبي من هذه الأذكار.

والكتاب الذي أرشحه وأنصح به بالنسبة لأذكار الصباح والمساء هو كتاب شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله، واسمه: تحفة الأخيار، وهو كتيب صغير الحجم، لكن فائدته كبيرة، وقد شرط الشيخ في مقدمة الكتاب ألا يذكر إلا ذكرًا ثابتًا، إما سنده حسن أو صحيح، والشيخ هو من أهل هذا الفن، فالشيخ له عناية بالحديث، ويميز الصحيح من الضعيف، ويحكم على الأحاديث بنفسه، فأنصح بهذا الكتيب، وأن يقرأ المسلم يعني الأذكار من هذا الكتيب.

يحرص على أن يحفظها عن ظهر قلب إن تيسر، إن لم يحفظها يبدأ أولًا بقراءتها من هذا الكتيب إلى أن يحفظها عن ظهر قلب.

أبرز هذه الأذكار:

أولًا: قراءة آية الكرسي، ويشرع قراءتها دبر كل صلاة، وأيضًا: قراءة سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ويكررها بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة المغرب ثلاث مرات.

أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم إنا نسألك خير هذا اليوم، وخير ما بعده، ونعوذ بك من شره، وشر ما بعده.

أيضًا: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور.

وهذا البرنامج أخذ من هذا الذكر: اللهم بك أصبحنا، أيضًا: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قاله حين يصبح موقنًا به، ثم مات من يومه دخل الجنة، ومن قاله حين يمسي، ثم مات من ليلته دخل الجنة [2].

أيضًا: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم.

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم.

اللهم إني أصبحت بنعمة وعافية وستر، فأتم نعمتك وعافيتك وسترك عليَّ في الدنيا والآخرة.

اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي، إلى غير ذلك من الأذكار التي ربما لا يتسع الوقت لذكرها.

وهكذا أيضًا بالنسبة لأذكار المساء، فأذكار الصباح والمساء أنصح كل مسلم ومسلمة بأن يعنى بها عناية كبيرة؛ ليجعلها المسلم ولتجعلها الأخت المسلمة ضمن برنامجه اليومي، لا يخل بها أبدًا، ففائدتها عظيمة، وفائدتها كبيرة، وتقي المسلم من الشرور والآفات.

الإنسان يعتريه في هذه الدنيا شرور كثيرة، فالإنسان يعتريه شرور ظاهرة يراها، وشرور لا يراها، فمن التي لا يراها، كما قال الله تعالى الجان: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27]، والسحر مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]، وكذلك العين: والعين حق، وشرور كثيرة تعتري الإنسان في هذه الحياة.

بل إن هذه الأذكار ربما تقي صاحبها حتى من بعض الحوادث، وبعض الأمور التي قد تحصل له في هذه الدنيا، فهذه الأذكار من يحرص عليها فإنه ينتفع بها انتفاعًا عظيمًا، وتحصنه من كثير من الشرور والآفات.

المقدم: مسألة أخيرة نختم بها يا شيخ في هذا الموضوع، تحصين الأطفال، يعني الأم عندما تحصن أطفالها بالأذكار كيف يكون؟

الشيخ: لا بأس بتحصين الأذكار، وقد كان النبي يحصن الحسن والحسين، ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة [3]، فيكون بمثل هذه الصيغة، يقول لأطفاله: أعيذ أولادي بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعيذ أولادي بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ونحو ذلك من التعويذات.

المقدم: نفع الله بكم، وشكر الله لكم هذا التوجيه معالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة في جامعة الإمام، شكرًا لك شيخنا.

الشيخ: وشكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.

المقدم: ولكم أنتم مستمعينا الكرام، ولزميلي في تسجيل هذه الحلقات والفقرات الزميل عثمان بن عبدالكريم الجويبر، الملتقى بكم في الأسبوع القادم، نستودعكم الله.

والسلام عليكم ورحمة وبركاته.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 4008، ومسلم: 807.
^2 رواه البخاري: 6323.
^3 رواه البخاري: 3371.
مواد ذات صلة