الرئيسية/برامج إذاعية/فتاوى رمضان 1439هـ/(1) فتاوى رمضان- استقبال رمضان
|categories

(1) فتاوى رمضان- استقبال رمضان

مشاهدة من الموقع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوة الإيمان، إخوة الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى أولى حلقات برنامج (فتاوى رمضان).

في هذا اليوم الفضيل المبارك، مع غرة شهر رمضان المبارك، نسأل الله الذي بلَّغنا أوله أن يبلغنا آخره، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيد علينا شهر رمضان أعوامًا عديدةً، وأزمنةً مديدةً، نحَيِّيكم في حلقة هذا اليوم، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام.

ونرفع التهنئة للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان.

بدايةً نرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ: سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله يا شيخ خالد، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.

المقدم: بارك الله فيكم وأثابكم الله، ونهنئكم بمناسبة هذا الشهر الفضيل المبارك، ونهنئ الجميع.

الشيخ: نسأل الله أن يبارك لنا ولكم ولجميع المسلمين، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

استقبال شهر رمضان

المقدم: نعم، أول اتصال معنا: الأخ أحمد.. طيب، نعود إليكم فضيلة الشيخ سعد، ولعل لكم كلمةً مختصرةً -في مُستهَلِّ هذا اللقاء- عن استقبال شهر رمضان المبارك.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فنستقبل هذا الشهر المبارك، ونحن في اليوم الأول منه، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]، شهرٌ ترفع فيه الدرجات، وتضاعف فيه الحسنات، وتكفر فيه الخطايا والسيئات، وتعتق فيه الرقاب من النار، جعله الله تعالى رحمةً بعباده المؤمنين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، فبين الله ​​​​​​​ أنه كتب علينا الصيام؛ لأجل تحقيق التقوى لله .

فهذا الشهر هو شهر التقوى، وشهر العبادة، وشهر الطاعة، وينبغي أن يستقر هذا المفهوم لدى كل مسلم ومسلمة، وأن يحرص على أن يجتهد في الطاعة وفي العبادة في هذا الشهر المبارك، وأن يحسن إدارة وقته وتنظيمه، وأن يرفع من الوقت المخصص للعبادة والطاعة؛ يحافظ أولًا على الفرائض، ثم يستكثر من النوافل، يستكثر من الصلاة بعد محافظته على الفرائض، يستكثر من صلاة النافلة وعلى رأسها صلاة التراويح، أيضًا يكثر من تلاوة القرآن؛ فهذا الشهر هو شهر القرآن، شهر رمضان هو شهر القرآن، كذلك أيضًا، يكثر من الصدقة والبذل والإنفاق في وجوه الخير بعد أن يخرج الزكاة، وهكذا ينبغي أن يظهر الجود على المسلم، وأن يقتدي بالنبي الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلَرسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.

ينبغي لك أخي المسلم أن يظهر عليك أثر الجود والطاعة والتقوى في هذا الشهر المبارك، وأن تكون حالك في رمضان خيرًا من حالك قبل رمضان.

المقدم: نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.

معنا اتصال، أحمد من مكة المكرمة، تفضل.

حكم القراءة مع الإمام في التراويح

السائل: هل يجوز القراءة مع القرآن في صلاة التراويح، يعني بالتلاوة؟

الشيخ: والسبب؟

السائل: يعني تكملة للتلاوة.

الشيخ: ليس لأنك تتأمل وتتدبر، وإنما مجرد تكملة؟

السائل: تكملة للتلاوة، وقد يكون مثلًا مراجعة لحفظي.

المقدم: تفضل يا شيخ.

الشيخ: نعم إذا كان المقصود تكملة التلاوة، فهذه الطريقة لا تكمل بها التلاوة؛ لأنك الآن لا تتلو وإنما مجرد مستمع، وكونك مستمعًا لا يحتاج إلى أن تحمل معك مصحفًا، إلا إذا كنت تريد أن تتدبر معاني القرآن وتقول: ما دام أن الإمام يقرأ فأنا أريد أن أحمل المصحف وأتأمل وأتدبر في معاني القرآن، هذا لا بأس به في صلاة النافلة، في صلاة التراويح مثلا، لا بأس بهذا، أما ما ذكرته من فهمك أنك تريد أن تكمل التلاوة، هذا ليس فيه إكمال للتلاوة، وإنما أنت مأجور على الاستماع والتدبر، وهذا حاصل من غير أن تحمل المصحف.

المقدم: ننتقل إلى المتصل، معنا أبو عبدالملك من (تبوك) حياك الله.

السائل: السؤال الأول: المرأة يا شيخ، إذا كان مانع الحيض لا يؤثر عليها من الناحية الطبية، تقول: هل أعظم أجرًا لها أن تأخذه وتصوم الشهر كاملًا في هذا الشهر الفضيل؟ أم لو تركت أمورها على طبيعتها، تقول: لا أريد أن آخذ هذا المانع حتى لا أتعود عليه، هل هناك أعظم أجرًا سواء أخذتُ أو لم آخذ؟

والسؤال الثاني: حديث النبي عليه الصلاة والسلام: من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، بعض الأئمة ربما يصلي التراويح في نصف ساعة، وبعضهم يصليها في ساعة، هل هذا الفضل عامٌّ، سواءٌ أطال أو لم يُطِل؟

آخر سؤال يا شيخنا، بارك الله فيك: الراجح -يا شيخنا- فيما يقوله المأموم خلف الإمام إذا صلى على النبي عليه الصلاة والسلام، هل يُؤمِّن؟ أم يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، أم يجمع بينهما؟

حكم منع الدورة الشهرية لأجل الصيام

المقدم: تفضل يا شيخ، عن حبوب منع الدورة؟

الشيخ: الذي أنصح به أن المرأة لا تفعل ذلك، وإنما إذا أتاها الحيض فهي معذورة شرعًا، ولا تصوم وتقضي هذه الأيام، وأما كونها تريد أن تمنع الحيض لأجل أن تصلي وأن تصوم، فأخشى أن يكون هذا من التنطع؛ لأن هذا ليس مطلوبًا منها شرعًا، ثم أيضًا: إن هذا قد يضر بصحتها، وقد يؤثر على صحتها؛ لكونها تمنع أمرًا طبيعيًّا قد خلق الله تعالى المرأة، وجعل طبيعتها على ذلك، فكونها تعارض هذه الطبيعة التي خلقت المرأة عليها، وتمنع هذا الحيض الذي كتبه الله على بنات آدم، وأنه ينزل من المرأة مرة كل شهر، هذا لا شك أنه سيكون فيه إضرار بصحتها مهما كان ومهما قيل، لكن النساء يتفاوتن في حصول الضرر؛ فبعضهن يكون الضرر معها كبيرًا، وبعضهن يكون الضرر معها يسيرًا، ولذلك؛ فالذي أنصح به أن المرأة لا تفعل هذا، لا تأخذ هذه العقاقير المانعة من الحيض، وإنما إذا أتاها الحيض فهي معذورة، ويمكن أن تشتغل بالعبادات التي لا يمنع منها الحيض، مثل: الأذكار، التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، الصلاة على النبي ، تلاوة القرآن، على القول الراجح، لكن تمس المصحف من وراء حائل، يعني لا تمس المصحف مباشرة، هذه كلها أنواع من الطاعة وأنواع من العبادة يمكن أن تشتغل بها المرأة الحائض، فهذا لا يمنعها من أن تتقرب إلى الله ​​​​​​​، إنما هي فقط ممنوعة من الصلاة ومن الصيام وقت الحيض.

فضل القيام مع الإمام مع اختلاف صلاة الأئمة

المقدم: سؤاله: هناك من قام مع الإمام حتى ينصرف؟

الشيخ: نعم، هذا الحديث حديث صحيح، يقول فيه النبي : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة [1]، أخرجه الترمذي وغيره، وهو حديثٌ صحيحٌ، وهذا فيه بشارةٌ لمن قام مع الإمام حتى ينصرف -أي: حتى يسلم من آخر ركعة- بأن الله ​​​​​​​ يكتب له قيام ليلة.

وأما مقدار هذا القيام، فقد صح عن النبي كما في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: من قام بعشر آياتٍ لم يُكتب من الغافلين [2]، فقوله: من قام بعشر آيات، دليل على أن من قرأ عشر آيات يصدق عليه وصف القيام، وأنه قد قام، فحتى لو خفف الإمام يصدق عليه أنه قام، ومن صلى معه يكتب له قيام ليلة، وفضل الله واسع، لكن أجره لا يكون كأجر من أطال في القراءة وأطال في الركوع والسجود، لا شك أن إطالة القراءة والركوع والسجود أنها أعظم أجرًا وأعظم ثوابًا ممن يخففها، على أن التخفيف لمن خفف يجب ألا يخل بركن الطمأنينة، فإن أخل بركن الطمأنينة فهذا لا يجوز، ولا تصح هذه الصلاة؛ لأن الصلاة التي لا يطمئن فيها الإنسان هذه لا تصح، ولهذا؛ قال عليه الصلاة والسلام لمن لم يطمئن في صلاته: ارجع فصل فإنك لم تصل [3]، وقول: لا يجوز، إنما هو في صلاة الفريضة؛ لأنها هي الواجبة، أما صلاة النافلة فإنه لا يثاب عليها إذا لم يطمئن فيها، فالطمأنينة ركن من أركان الصلاة، لكن لو حقق الطمأنينة وخفف من صلاته، فإذا قام بعشر آيات فأكثر، فإنه يصدق عليه وصف القيام ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، ولكن الأفضل: أن يطيل القراءة ويطيل الركوع والسجود.

المقدم: نستقبل اتصال أم مشاري ثم نعود لسؤاله الثالث والأخير، تفضلي يا أم مشاري.

السائلة: أنا عندي أربعة أولاد يُتعبونني في الصلاة، الكبير عمره 30، أو 33 سنة، والصغير 18، يعني الكبير والصغير يصلون في البيت، و6 سنوات يُتعبونني في الصلاة كثيرا، يعني أبوهم يخرج للصلاة، وما يقول لهم قوموا صلوا، يخرج فقط كأنه ضيف في البيت، هل علَيَّ ذنب يا شيخ أو لا؟ 

هل تبرأ الذمة عند أمر الأولاد بالصلاة ولا يستجيبون؟

الشيخ: أبوهم ما يأمرهم بالصلاة؟

السائلة: لا، والله ما يأمرهم يا شيخ، يذهب للصلاة ويرجع وكأنه وحده في البيت، أنا أقول أطرق عليهم الباب، وأطرق الباب -يا شيخ- لأجل صلاة الجمعة، إذا ردوا علي رجعت، عندي الصغير والكبير يصلون في البيت لكن الاثنين الوسط هؤلاء ما يصلون، الله يصلحهم، عجزت فيهم، هل علي إثم أو علي ذنب، أنا والله تعبت منهم؟

المقدم: تسمعين الإجابة، تفضل يا شيخ.

الشيخ: نعم، هذه المشكلة التي تذكرها الأخت الكريمة، هذه تعاني منها كثيرٌ من الأسر، يشتكون من أن الأولاد، من بنين وبنات، أنهم لا يصلون، البنين لا يصلون مع الجماعة في المسجد، والبنات ربما أخرن الصلاة عن وقتها، وأقول: مطلوب من الوالدين أن يأمروا أولادهم بالصلاة، والله ​​​​​​​ يقول: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132]، ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، أرأيت لو أن أبًا أو أمًّا، رأى ابنه أو ابنته في النار، رآه في نار الدنيا، أليس يسعى لإنقاذه من النار؟ لو شَبَّ في البيت حريق مثلًا، أليس يسعى لإنقاذ ابنه أو لإنقاذ ابنته؟ فما بالك بنار الآخرة؟ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

فعلى الأب أولًا: أن يستشعر هذه المسؤولية، ويجب عليه أن يوقظ أولاده للصلاة، والأم كذلك مسؤولة، والنبي يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها [4]، فكلٌّ من الأب والأم، كلاهما مسؤول عن الأولاد، لكن إذا أُوقِظ الأولاد انتهت مسؤوليتهم، فالأم تقول: إنها توقظ أولادها، إذا أيقظت أولادها للصلاة وفهموا وردوا عليها، وقالوا: إن شاء الله. هنا برئت ذمتها؛ لأنها لا تستطيع أكثر من ذلك، فتبرأ ذمتها أمام الله ​​​​​​​، وحينئذ تكون المسؤولية عليهم، لكن عليها أن تستمر في هذا في أمرهم كل وقت، وحتى لو غلب على ظنها أنهم لن يستجيبوا، تأمرهم كل وقت؛ لأجل أن تبرئ ذمتها، ولأجل أنهم ربما يستجيبوا: قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف:164]، فإذا أمرتهم بالصلاة وسمعوا كلامها فقد برئت ذمتها أمام الله ​​​​​​​، وأدت الواجب المطلوب منها، ولكن أيضًا ننصح الأب بأن يفعل ذلك، وإذا لم يفعل هذا فإنه مقصرٌ ومسؤولٌ يوم القيامة عن أولاده كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

المقدم: نرحب باتصال آخر، معنا تميم من (القصيم) ويبدو أنه الاتصال الأخير، تفضيل يا تميم.

المتصل: نعم.

المقدم: معنا تسأل أنت؟ عندك سؤال؟

المتصل: لا، لا.

حكم الصلاة على النبي عند سماع ذكره للمأموم

المقدم: طيب، شكرًا يا تميم، بقي من أسئلة أبي عبدالملك يا شيخ سعد، يسأل عن الراجح فيما يقول المأموم بعد أن يصلي الإمام على الرسول وبعد أن يدعو: اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت؟

الشيخ: أولًا إذا دعا الإمام فالمأموم يؤمِّن، وإذا أمَّن فإنه شريكٌ للداعي، وقد كان موسى عليه الصلاة والسلام يدعو، وكان هارون يقول: آمين. قال الله ​​​​​​​: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا [يونس:89]، فالذي يؤمِّن على دعاء الداعي شريك له في الدعاء، فإذا دعا الإمام فقال: اللهم اهدنا فيمن هديت. فيقول المأموم: آمين. وإذا صلى على النبي فإن المأموم يصلي على النبي ، إذا قال: اللهم صل وسلم على رسولك محمد. يقول: اللهم صل وسلم على رسولك محمد؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي [5]، وهذه صلاة نافلة فيشرع له إذا ذُكِر النبي أن يصلي عليه، إذا أتى الإمام بتعظيم الله سبحانه، كأن يقول: إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت. فيقول: سبحانك. يسبح الله تعالى ويعظمه، أما قول من قال: إنه لا يقال: سبحانك، فهذا قول مرجوح، والصواب: أنه لا بأس أن يقول: سبحانك، عندما يعظم الرب ​​​​​​​.

المقدم: بارك الله فيكم دكتور، بارك الله فيكم.

دعاء المسلم عند إفطاره

هذا يسأل يقول: ماذا يقول المسلم عند إفطاره؛ حيث إن هناك بعض الأدعية، هل هذا صحيح؟

الشيخ: نعم، ثبت عن النبي أنه قال: إن للصائم عند فطره دعوةً ما ترد [6]، وهذا قد ورد في الحديث الصحيح، وهذا يدل على أنه وقت الإفطار أنه من أوقات الإجابة، وهو قبيل الإفطار بلحظات ينبغي أن يغتنم الصائم هذا الوقت، وأن يدعو الله ​​​​​​​ بما يحضره من خيري الدنيا والآخرة؛ يسأل الله الجنة، يستعيذ بالله من النار، يحرص على الجوامع من الدعاء، مثل: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، ونحو ذلك، يدعو لنفسه، يدعو لأولاده، يدعو للمسلمين، يدعو الله تعالى بما أعجبه من خيري الدنيا والآخرة، وهذا الدعاء في هذا الموطن حَرِيٌّ بالإجابة.

وأما صيغة معينة، فلم يثبت عن النبي في هذا صيغة معينة، وأما الحديث الذي يُروى: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم [7]، فهذا الحديث ضعيف من جهة الإسناد، فهو من جهة الصناعة الحديثية لا يثبت عن النبي .

لكن ثبت بعد الإفطار -إذا كان قد ظمئ بالفعل- أن يقول: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله [8]، هذا إذا كان قد ظمئ بالفعل، أما إذا لم يكن قد ظمئ فلا يقول هذا الدعاء.

المقدم: جزاك الله خيرًا يا شيخ سعد، وبارك الله فيك وفي علمك، ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك.

الشيخ: اللهم آمين، الله يبارك فيك.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 الترمذي: 806، وأبو داود: 1375، والنسائي: 1363، وابن ماجه: 1327، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
^2 رواه أبو داود: 1398.
^3 رواه البخاري: 757، ومسلم: 397.
^4 رواه البخاري: 893، ومسلم: 1829.
^5 رواه الترمذي: 3546، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
^6 رواه ابن ماجه: 1753.
^7 رواه أبو داود: 2358.
^8 رواه أبو داود: 2357.