الرئيسية/قبسات
|categories

قبسات

  • عن أبي هريرة : أن النبي  قال لبلال: يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل، أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي[1]. في هذا الحديث من الفوائد: أن الله يعظم المجازاة على ما يسر العبد من عمله[2].

    قال المهلب: فيه دليل أن الله يعظم المجازاة على ما ستر العبد بينه وبين ربه مما لا يطلع عليه أحد؛ ولذلك استحب العلماء أن يكون بين العبد وبين ربه خبيئة عمل من الطاعة يدخرها لنفسه عند ربه، ويدل أنها كانت خبيئة بين بلال وبين ربه أن النبي  لم يعرفها حتى سأله عنها)[3].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب فضل الطهور بالليل والنهار، وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، صحيح البخاري (2/ 53)، (1149)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب من فضائل بلال رضي الله عنه، صحيح مسلم (4/ 1910)، (2458).
    ^2 فتح الباري (٤/ ١٣٩).
    ^3 شرح ابن بطال لصحيح البخاري (٣/ ١٤٣).
  • عن أبى ذر  قال قال النبي : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق[1]. البشاشة المخلصة الصادرة من القلب على الوجه تعبر عما يكنه صاحبها من محبة ووداد، وهي جذابة للقلوب كما هو مشاهد، ففيها إحسان لأخيك المسلم، وإدخال للسرور عليه، أما مجرد البشاشة الخالية من الوجه المتطلق عن القلب فإنها قليلة الجدوى[2].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، صحيح مسلم (4/ 2026)، برقم (2626).
    ^2 ينظر: مجموع الفوائد، لابن سعدي(١٤٦).
  • الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، وله آثار سيئة على الإنسان، حتى قال ابن القيم رحمه الله: (من الناس من إذا لم ينفذ غضبه قتله غضبه، أو مرض، أو غشي عليه، كما يذكر عن بعض العرب: أن رجلاً سبه، فأراد أن يرد على الساب، فأمسك جليس له بيده على فمه، ثم رفع يده لما ظن أن غضبه قد سكن، فقال: قتلتني! رددت غضبي في جوفي! ومات من ساعته)[1].

    والمطلوب من المسلم أن يكظم غيظه ويتكلف الحلم، فإنه لا يلبث أن يكون حليماً، وقد جاء رجل إلى رسول الله فقال: يارسول الله، أوصني قال: لاتغضب.

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان (١/ ٥٤).
  • لو قال طفل لرجل كبير: يا كذاب! فإنه يغضب، ولا يقبل بأن ينادى بهذا الوصف وإن كان من طفل، فكيف بمن يكتب عند رب العالمين (فلان بن فلان رجل كذاب)، وفي الحديث المتفق على صحته[1]: .. وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.. ، وفي المقابل إذا وصف إنسان بالصدق، يسر بذلك، فكيف بمن يكتب عند رب العالمين صديقاً؟ .. وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.. ، فاجعل تحري الصدق والابتعاد عن الكذب مبدءاً لك في الحياة..

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119] وما ينهى عن الكذب، صحيح البخاري (8/ 25)، برقم (6094)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، صحيح مسلم (4/ 2013)، برقم (2607).
  • الحلم سيد الأخلاق، وهو من الخصال التي يحبها الله ورسوله، وهو أفضل من كظم الغيظ، ويستدل به على كمال العقل، وقد جاء رجل إلى النبي فقال: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارا، فقال: لا تغضب[1]. ويمكن للإنسان سريع الغضب أن يصبح حليما، لكن بالتدرج وتكلف الحلم في البداية، فيحدد في اليوم الأول ساعة يقرر ألا يغضب مهما كان السبب، وفي اليوم الثاني يجعلها ساعتين، وفي اليوم الثالث يجعلها ثلاثاً.. وهكذا، ومع مرور الوقت يكتسب صفة الحلم.

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، صحيح البخاري (8/ 28)، برقم (6116).
  • في قول الله تعالى: وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ دلالة على أن كتمان الشهادة من كبائر الذنوب؛ لوجود العقوبة الخاصة بها وهي (آثم قلبه)، وإنما أضاف الإثم إلى القلب؛ لأن الشهادة أمر خفي، فالإنسان قد يكتمها ولا يعلم بها فالأمر هنا راجع إلى القلب[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 تفسير سورة البقرة، لابن عثيمين.
  • الناس حال المصيبة على أربع مراتب:

    1. التسخط، سواء بالقلب، كأن يسخط على ربه، ويغتاظ مما قدره الله عليه، أو باللسان، كالدعاء بالويل والثبور، أو بالجوارح، كلطم الخدود، وشق الجيوب، وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام منافٍ للصبر الواجب.
    2. الصبر، فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه، لكنه يتحمله وهو يكره وقوعه، ولكن يحميه إيمانه من السخط، وهذا واجب.
    3. الرضا، بأن يرضى الإنسان بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء، فلا يشق عليه وجودها، ولا يتحمل لها حملا ثقيلا، وهذه مستحبة، وليست بواجبة على الراجح، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر؛ لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا، أما التي قبلها، فالمصيبة صعبة عليه، لكن صبر عليها.
    4. الشكر، وهو أعلى المراتب، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة ثوابه، وهذه كذلك مستحبة[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين (١٠/ ٧٧).
  • قال ابن القيم رحمه الله: التوكل على الله، من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم؛ فإن الله حسبه، أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه، فلا طمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لا بد منه، كالحر والبرد والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده، فلا يكون أبدا[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 بدائع الفوائد (٣/ ٣٤٨).
  • من أعظم النعم التي ينعم الله بها على الإنسان، أن يوفقه للتخلق بخلق الصبر، وقد أخبر الله بأنه يحب من اتصف بهذا الخلق، فقال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ويقول النبي : ما أعطي أحد عطاء خيرا ولا أوسع من الصبر[1].

    وحقيقة الصبر: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن الأفعال المحرمة.

    وينقسم إلى الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المصائب التي تصيب العبد.

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، صحيح مسلم (2/ 729)، برقم (1053).