الرئيسية/قبسات
|categories

قبسات

  • لا يشرع الجمع لمجرد شدة البرد، فإن شدة البرد قد كانت موجودة زمن النبوة، ومدينة النبي تقع على خط عرض ٢٤، وربما يكون البرد الذي كان يأتي زمن النبوة أشد في كثير من الأحيان من البرد الذي يأتي حالياً على الأقل في الجزيرة العربية، وكان كثير من الناس لا يملك الواحد منهم سوى ثوب واحد، وقد جاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: (أينا كان له ثوبان على عهد النبي ؟!)[1]. ومع ذلك لم ينقل عن النبي أنه جمع لأجل شدة البرد ولو مرة واحدة! ثم إن شدة البرد يمكن التغلب عليها بالتدفئة والملابس الشتوية المناسبة ونحو ذلك، ويستثنى من ذلك ما إذا كان البرد مصحوباً بأمر آخر يلحق الناس معه حرج شديد، مثل العواصف الشديدة أو الأمطار الغزيرة ونحو ذلك، فيمكن في هذه الحال أن يقال بجواز الجمع.

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب عقد الإزار على القفا في الصلاة، صحيح البخاري (1/ 80)، برقم (352).
  • قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (على أئمة المساجد أن يتقوا الله، وأن يتحروا الحكم الشرعي، فإذا كانت الحارة عنده فيها مسجد، وجاء مطر يؤذي الناس ويشق عليهم، أو سيول في الأرض فلا بأس بالجمع بين الصلاتين، ولا سيما المغرب والعشاء، أما الظهر والعصر فتركه أحوط؛ لأن فيه خلافاً كبيراً، ولو جمع بين العصر والظهر صح؛ لكن الأولى والأحوط ترك ذلك خروجاً من الخلاف الشديد في ذلك؛ لأن النهار أسهل في التخلص، لكن بكل حال الواجب على الأئمة وأعيان المسجد أن ينظروا في الأمر، وألا يتسرعوا في الجمع، بل يتأملوا، فإن كان هناك علة بينة فيها المشقة في الطرقات، أو مطر متتابع في حارتهم فليجمع، وإلا ترك، هذا هو المشروع)[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 دروس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله (١٦/ ١٦).
  • لا يشرع الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء عند نزول المطر إلا عند وجود الحرج والمشقة بترك الجمع، ولما استسقى النبي  في خطبة الجمعة مطر الناس أسبوعاً كاملاً، ولم ينقل أنه  كان يجمع طيلة أيام الأسبوع، ومن علامة وجود المشقة أن يكون لنزول هذا المطر أثر على دنيا الناس من قلة حركة الناس والسيارات في الشوارع، وإغلاق بعض المحلات التجارية، ولزوم كثير من الناس بيوتهم بسب المطر ونحو ذلك.