الرئيسية/فتاوى/حكم تفتيش العاملة المنزلية
|categories

حكم تفتيش العاملة المنزلية

مشاهدة من الموقع

السؤال

حكم تفتيش العاملة أو الشغالة إذا استدعى الأمر، أو شك الإنسان في شيءٍ، أو أرادها أن تسافر، ما حكمه؟

الجواب

إذا كان هناك ريبةٌ وشكٌّ مبنيٌّ على قرائن؛ فلا بأس، أما إذا لم يكن هناك ريبةٌ، وليس هناك شكٌّ مبنيٌّ على قرائن، وإنما تسلُّطٌ؛ فليس لها ذلك؛ لأن هذه امرأةٌ لها حقوقها، وهذا أيضًا يستدعي ردة فعلٍ سلبيةٍ من هذه الخادمة، فينبغي أن يتعامل مع هؤلاء الخدم بالإحسان وبالاحترام أيضًا، وأن يُعطَوا حقوقهم، وألا يحتقروا.

بعض الناس يتعامل معهم بتعامل احتقارٍ، وقد جاء رجلٌ للنبي -كما عند أبي داود وغيره بسندٍ صحيحٍ- فقال: يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟ قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرةً [1]، “سبعين مرةً” هنا ليست للتحديد، وإنما المقصود: للتكثير، اعفوا عنه عفوًا دائمًا ومطلقًا، هنا أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالعفو.

وهذه الخادمة امرأةٌ لها مشاعر ولها أحاسيس، ولها ظروفٌ، ولها كذا؛ فينبغي أن تراعى أحوالها، وأن يُحسَن إليها، وألا تفتش تفتيشًا بدون سببٍ يقتضي ذلك، يعني هذه المرأة لم يظهر منها ريبةٌ، لم يظهر منها شيءٌ يستدعي التفتيش، والأخت الكريمة تقول: مجرد وسوسةٍ، نقول: ليس لك ذلك، بمجرد وسوسةٍ كل مرةٍ تقوم بتفتيشها، ضعي نفسك مكانها، هل تقبلين بهذا التعامل؟ هذا تعامل غير مناسبٍ.

ولذلك أقول: ينبغي للأخت الكريمة أن تترك هذا التعامل، وأن تستبدله بالإحسان إليها وبالمعروف، وستجد أن الخادمة تتحسن معاملتها وخدمتها والقيام بشؤونها إذا أُحسن إليها.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أبو داود: 5164.
مواد ذات صلة