أيهما أفضل للمسافر: أن يجمع جمع تقديم، أو جمع تأخير؟

المسافر إذا كان سائرًا في الطريق يختار ما هو الأرفق به، وما هو الأيسر له من جمع التقديم وجمع التأخير، ولا يقال بأن الأفضل هو جمع التقديم؛ لأن فيه براءة ذمةٍ؛ لأنه لو نوى جمع التأخير فأيضًا ذمته بريئةٌ، لو قُدِّر أنه مات -مثلًا- فذمته بريئةٌ؛ لأنه لم يَمْضِ عليه الوقت وهو لم يُصَلِّ، هو نوى أن يصلي، لكنه نوى أن يجمع جمع تأخيرٍ، وأخذ بالرخصة، ولم يرتكب خطأً حتى نقول: إن ذمته لا تبرأ.

ولذلك نقول: إنه يختار ما هو الأيسر له ما دام سائرًا في الطريق، لكن إذا أقام المسافر، وكانت إقامته مما يُباح له التَّرخص فيها، فالأفضل القصر من غير جمعٍ؛ ولهذا كان عليه الصلاة والسلام في مِنًى يقصر من غير جمعٍ.

هذا إذا أقام المسافر، أما إذا كان سائرًا في الطريق فإنه يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، ويختار ما هو الأيسر له من جمع التقديم أو جمع التأخير.