الرئيسية/فتاوى/هل تقسيم مراتب صيام عاشوراء إلى أربع مراتب تقسيم مبتدع؟
|categories

هل تقسيم مراتب صيام عاشوراء إلى أربع مراتب تقسيم مبتدع؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

إشكالية بعض الناس حول تقسيم صيام يوم عاشوراء إلى أربع فئاتٍ، أو إلى أربع درجاتٍ، أو مواطن أو مراتب، والقول بتبديع هذا التقسيم؟

الجواب

أولًا رواية: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده [1]، لا تثبت، ضعيفةٌ، لكن أصح الروايات: لئن بقيت إلى قابلٍ؛ لأصومن التاسع [2]؛ وهذا يدل على أن يوم عاشوراء لا يفرد بالصوم، إنما يُصام يومٌ قبله -وهو الأفضل؛ لأنه المنصوص عليه في قوله عليه الصلاة والسلام: لأصومن التاسع– أو يومٌ بعده؛ لأن أيضًا المعنى الذي لأجله قال عليه الصلاة والسلام: لأصومن التاسع، يتحقق بصيام الحادي عشر، وهو تحقيق مخالفة اليهود.

لكن أكمل المراتب: أن يصام ثلاثة أيامٍ، ليس لرواية: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده؛ وإنما لأجل أن يصوم ثلاثة أيامٍ من الشهر، ولأنه أبلغُ في تحقيق المخالفة، ولأنه أيضًا يُستكثَر من الصيام في شهر محرمٍ، وهذا ذكره أئمةٌ؛ كالإمام ابن القيم رحمه الله[3]، وأيضًا شيخنا عبدالعزيز بن بازٍ رحمه الله[4].

فالقول بالتبديع هذا فيه جرأةٌ كبيرةٌ، فيه جرأةٌ، وأيضًا يدل على نوعٍ من الاعتداد بالرأي، وإلا فالإنسان يحترم آراء الأئمة وآراء العلماء، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله: “قولنا صحيحٌ يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأٌ يحتمل الصواب”[5]، خاصةً أن التصحيح والتضعيف للأحاديث من الأمور النسبية.

أما أن الإنسان يعتبر رأيه هو الصواب المطلق، ورأي غيره خطأً حتى ولو كان هؤلاء من الأئمة كابن القيم، فهذا محل إشكالٍ، ينبغي للإنسان يحترم آراء العلماء الآخرين، وأيضًا القول بالتبديع ليس بالقول السهل، قولٌ عظيمٌ، البدعة أعلى مرتبةً من الكبيرة، فهذا من القول على الله تعالى، والقول على الله بغير علمٍ من كبائر الذنوب.

فينبغي للإنسان أن يتورع عن إطلاق مثل هذه الألفاظ، وأن يحترم آراء الأئمة، هؤلاء من أئمتنا، من أئمة أهل السنة والجماعة، الإمام ابن القيم، المحدثون، ذكر هذا الحافظ ابن حجرٍ، ذكر هذا الشيخ ابن بازٍ، هؤلاء أئمتنا ومشايخنا وعلماؤنا، فالقول بإطلاق البدعة لا شك أنه خطأٌ، هذه آراء علماء وأئمةٍ تحترم، والترجيح في المسائل الخلافية من الأمور النسبية، والتصحيح والتضعيف أيضًا من الأمور النسبية.

ولذلك نحن نقول كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله[6]: إن أكمل المراتب: أن يصوم ثلاثة أيامٍ، ليس للرواية: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده، ولكن حتى يستكثر من الصيام في شهر محرمٍ، وحتى يصوم ثلاثة أيامٍ أيضًا، وهذا من السنة [7]، وهو أيضًا أبلغ في تحقيق المخالفة لليهود، فيصوم يومًا قبل عاشوراء ويومًا بعده.

لكن إذا أراد أن يقتصر على يومين؛ فالأفضل: التاسع مع العاشر.

المقدم: وإذا أراد أن يقتصر على يومٍ؟

الشيخ: إذا أراد أن يقتصر على عاشوراء؛ فلا بأس، على القول الراجح أنه لا بأس، ولا يكره.

المقجم: بارك الله فيكم، ويحصل على الأجر المترتب على ذلك في السنة؟

الشيخ: نعم، لكنه أدنى مرتبةً من المراتب السابقة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أحمد: 2154، بنحوه.
^2 رواه مسلم: 1134.
^3 زاد المعاد لابن القيم: (2/ 94)، ط عطاءات العلم.
^4 فتاوى نور على الدرب: (16/ 456)، جمع الشويعر.
^5 ينظر: الفتاوى الفقهية الكبرى: لابن حجر الهيتمي (4/ 313)، ط المكتبة الإسلامية.
^6 زاد المعاد لابن القيم: (2/ 94).
^7 رواه البخاري: 1178، ومسلم: 721.
مواد ذات صلة