الرئيسية/فتاوى/ما أفضل وقت للاستغفار؟
|categories

ما أفضل وقت للاستغفار؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

بالنسبة للاستغفار، هل هناك أوقاتٌ يفضل فيها -مثلًا- أن يستغفر الإنسان أكثر من أوقاتٍ أخرى؟ وكلمةٌ بسيطةٌ عن فضل الاستغفار.

الجواب

أفضل أوقات الاستغفار ما ذكره الله في قوله: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران:17]، أفضل وقتٍ للاستغفار هو السَّحَر.

والسَّحَر هو: آخر الليل قُبيل الفجر، هذا أفضل وقتٍ يستغفر فيه المسلمُ ربَّه.

وقد جاء في الحديث الصحيح في الصحيحين: أن النبي قال: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأُعطيه؟ هل من مُستغفرٍ فأغفر له؟ [1]، فَنَصَّ هنا على الاستغفار: هل من مُستغفرٍ فأغفر له؟ وهذا يدل على أن أفضل أوقات الاستغفار الثلث الأخير من الليل، وهو وقت السَّحَر، وأثنى الله تعالى على مَن يفعل ذلك فقال: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ، لكن أيضًا بقية الأوقات هي وقتٌ للاستغفار.

والاستغفار قد ورد على عدة صيغٍ، والصيغة المشهورة أن يقول: “أستغفر الله”، والأفضل أن يقرنها بالتوبة فيقول: “أستغفر الله وأتوب إليه” ويُكررها.

أيضًا من صيغ الاستغفار أن يقول: “ربِّ، إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، وإلا تغفر لي وترحمني أكون من الخاسرين”، وهذه هي الكلمات التي تلقَّاها آدمُ من ربِّه فتاب عليه: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:37]، هذه الكلمات هي: قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23]، كما جاء تفسيرها في الآية الأخرى.

أيضًا من صيغ الاستغفار: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، قد جاء في الحديث الصحيح: أن مَن قالها ثلاث مراتٍ حُطَّتْ عنه خطاياه وإن كان قد فَرَّ من الزحف [2]، ولكن المقصود بذلك الصغائر دون الكبائر.

أيضًا من صيغ الاستغفار أن يقول: “ربِّ، اغفر لي، وتُبْ عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم”، وقد كان عليه الصلاة والسلام يفعل هذا، وكان يُعَدُّ له في المجلس الواحد قول ذلك أكثر من مئة مرة [3].

أيضًا من صيغ الاستغفار -وهو سيد الاستغفار، وهو من أذكار الصباح والمساء- أن يقول: “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، مَن قالها مُوقِنًا بها حين يُصبح ثم مات من يومه دخل الجنة، ومَن قالها مُوقِنًا بها حين يُمسي فمات من ليلته دخل الجنة [4].

وهذا الذكر عظيمٌ، ينبغي حفظه والمُحافظة عليه صباح مساء: “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
وأما ثمرات الاستغفار فهي كثيرةٌ، من أعظمها: مغفرة الذنوب.

أيضًا الاستغفار له منافع دنيويةٌ، كما قال الله تعالى عن نوحٍ: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا۝يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا۝وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10- 12].

فالاستغفار من أسباب مغفرة الذنوب، ومن أسباب تنزل الرحمات، ومن أسباب زوال الهموم والغموم؛ لأن المصائب سببها الذنوب، كما قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30].

والاستغفار تُمْحَى وتُغْفَر به الذنوب، فهو إذن -الاستغفار- من أسباب زوال الهموم والغموم، ورفع البلاء، ومغفرة الذنوب، وحصول المنافع الدنيوية من أموالٍ ونحوها: يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا۝وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه بنحوه البخاري: 1145، ومسلم: 758.
^2 رواه بنحوه أبو داود: 1517، والترمذي: 3577.
^3 رواه أبو داود: 1516.
^4 رواه البخاري: 6306.
مواد ذات صلة