الرئيسية/فتاوى/تفسير الفرق بين الحلف بالله والحلف بالطلاق
|categories

تفسير الفرق بين الحلف بالله والحلف بالطلاق

مشاهدة من الموقع

السؤال

الناس يتوقعون أن الحلف بالطلاق هو مثل القسم بغير الله ، يعني: هل تُوضح الفرق فقط؟

الجواب

الحلف بغير الله لا يجوز: مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك [1]، لكن صيغة الحلف أو القسم إما أن تكون بالواو: والله، أو بالباء: بالله، أو التاء: تالله، أو الهمزة: آلله، هذه هي صيغة القسم، تكون بهذه الحروف.

فلو حلف إنسانٌ قال: والطلاق. هذا يكون حَلَفَ بغير الله، لكن إذا قال: عليه الطلاق ألا يفعل كذا. هذا يُسميه العلماء: حلفًا بالطلاق، لكنه ليس من جنس الحلف بغير الله، فالحلف بغير الله: أن يسبقه حرفٌ من حروف القسم، وهنا لم يسبقه حرفٌ من حروف القسم، لكنه يأخذ حكم اليمين إذا لم يقصد الزوج إيقاع الطلاق، وإنما قصد الحثَّ أو المنع أو التصديق أو التكذيب في قول بعض أهل العلم، وإلا فجماهير أهل العلم والمذاهب الأربعة على أن الطلاق يقع.

وهذا القول ينبغي أن يُبرز؛ لأنه الآن أصبح -يعني- شبه مُغيَّبٍ في العالم الإسلامي، فالعالم الإسلامي الآن في مسألة الطلاق المُعلَّق اتَّجه للأخذ بفتوى ابن تيمية رحمه الله[2]، وهي فتوى صحيحةٌ ومبنيةٌ على الأصول والقواعد، لكن ينبغي أيضًا أن يُبرز قول الجمهور؛ حتى لا يتلاعب الناس بأمر الطلاق، وحتى لا يستعجلوا في أمر الطلاق؛ لأن بعض الناس أصبح لفظ “الطلاق” على لسانه، ويقول: ما عليه إلا كفارة يمينٍ، فيقول: عليه الطلاق أن يحصل كذا، عليه الطلاق أن تفعل زوجته كذا، عليه الطلاق ..، حتى إذا أراد أن يُكرم ضيفًا يحلف بالطلاق، وهذا من الجهل، ومن التلاعب بحدود الله .

ينبغي أن يُبرز رأي الجمهور، وهو رأي المذاهب الأربعة المتبوعة في العالم الإسلامي: أن الطلاق يقع، وإن كانت الفتوى في السنوات الأخيرة اتَّجهت للأخذ برأي الإمام ابن تيمية رحمه الله، ربما لأجل التيسير على الناس، وأيضًا لكثرة وقوع هذا من الناس، لكن ينبغي أن يُبرز رأي الجمهور، وإن كان من حيث التحقيق العلمي: أن الزوج إذا لم يقصد الطلاق، وإنما قصد الحثَّ أو المنع أو التصديق أو التكذيب؛ لا يقع طلاقًا، وإنما تكون فيه كفارة يمينٍ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه الترمذي: 1535، وقال: حسنٌ.
^2 مجموع الفتاوى: (33/ 59)، (33/ 151).
مواد ذات صلة