الرئيسية/فتاوى/ما معنى: تبعل المرأة لزوجها؟
|categories

ما معنى: تبعل المرأة لزوجها؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

معنى: تبعل المرأة لزوجها.

الجواب

تبعل المرأة لزوجها معنى ذلك: أنها تُحسن عِشْرة زوجها، تُحسن له الكلام والمُلاطفة واللين، وأيضًا التَّزيّن له، هذا هو المقصود، أي: أنها تحرص على إكرام زوجها، وعلى إدخال السرور عليه، فهذا يُعتبر من حُسن التَّبعل، أي: أنها تُحسن المُعاشرة.

وهذا أيضًا مطلوبٌ من الزوج، والله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228].

المقدم: سؤالها الثاني عن حقِّ الزوج على زوجته، لكن لو أردنا أن نأخذ -من باب الفائدة- حديثًا عن حقوق الزوجين على بعضهما.

الشيخ: نعم، أوجبت الشريعة على كلٍّ من الزوجين حقوقًا عليه للطرف الآخر، فله حقوقٌ، وعليه واجباتٌ.

فعلى كلٍّ من الزوجين أن يتَّقي الله ، وأن يقوم بالحقوق الواجبة عليه، فمثلًا: من أبرز الحقوق على الزوج: النفقة، وكذلك أيضًا أن يقوم برعاية البيت، وتفقد ما يحتاج إليه المنزل، وأيضًا جميع الأمور المالية التي يحتاج إليها البيت، وتحتاج إليها أيضًا الزوجة والأولاد، هذه كلها حقوقٌ على الزوج.

وأما الزوجة أيضًا فعليها حقوقٌ، فمن الحقوق التي تجب على الزوجة: طاعتها لزوجها؛ لأن الحياة بين الزوجين هي شراكةٌ بينهما، فهي شريكة حياته، وهو شريك حياتها، وهذه الشركة لا بد لها من مُديرٍ، وإلا لا تستقيم ولا تستقر، ومُديرها هو الزوج، فالله تعالى جعل القوامة للأزواج، كما قال سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34].

فعلى المرأة أن تُطيع زوجها فيما يأمرها به بالمعروف، فإذا أمرها بمعصية الله لا تُطعه، وإذا أمرها بما عليها فيه ضررٌ أيضًا لا يلزمها أن تُطيعه، لكن تُطيعه بالمعروف.

فيُلاحظ كلٌّ من الزوجين القيام بما عليه من حقوقٍ، وبذلك تستقيم الحياة الزوجية، مع الحرص على التغافل، وعدم التدقيق، فإن التدقيق في الأمور وطلب الكمال يؤدي إلى عدم استقرار الحياة الزوجية، فمَن يريد من الآخرين الكمال في التعامل، ويضع معايير صارمةً للتعامل معه، سواء من الزوجين، أو من غيرهما، فإنه يعيش مُتكدرًا؛ لأنه لا يمكن أن يأتي الناس ويتعاملون معك كما تريد، وإنما لا بد من التَّغاضي، ولا بد من التَّغافل، ولا بد من التَّسامح؛ ولهذا لما قيل للإمام أحمد: إن فلانًا يقول: تسعة أعشار السلامة في التغافل. قال: بل السلامة والعافية كلها في التغافل.

وكما يقول الشاعر:

ليس الغبي بسيدٍ في قومه لكن سيد قومه المُتَغَابِي

 المُتغابي: المُتغافل الذي لا يُدقق على كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، وإنما يتغافل ويتسامح، فبالتسامح أيضًا تستقر الحياة الزوجية.

مواد ذات صلة