هل تشرع صلاة الكسوف عند الكسوف الجزئي للشمس؟

هذا فيه تفصيل: فإن كان الكسوف الجزئي يسيرًا، مثل 1%، 2%، حيث لا يظهر أثره للعين المـجرَّدة، فلا تشرع صلاة الكسوف حينئذٍ؛ لأنه لا بد أن يرى أثره واضحًا للعين المـجرَّدة، وأما إذا كان الكسوف الجزئي كبيرًا، حيث يظهر للعين المـجرَّدة، فإنه تشرع صلاة الكسوف عنده، ومن ذلك الكسوف الجزئي الذي سيقع غدًا بإذن اللّـه ​​​​​​​: غدًا الثلاثاء 29 من شهر ربيع الأول 1444هـ، فإنه كسوفٌ، وإن كان جزئيًّا إلا أنه كبير، يصل في مدينة الرياض إلى 33%، فتشرع صلاة الكسوف عنده.

بل إن كسوف الشمس الذي وقع في عهد النبي  لـم يكن كسوفًا كليًّا، وإنـما كان كسوفًا جزئيًّا، كما يدل لذلك ظاهر الأحاديث، وأيضًا الحسابات الفلكية، فإن الكسوف الذي وقع في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان جزئيًّا لم يكن كليًّا، ومع ذلك النبي  فزع، وأتى وصلى بالصحابة صلاة الكسوف، وخطب بـهم خطبةً بليغةً، وتقدم وتقدمت الصفوف، وتأخر وتأخرت الصفوف، وقال: إني أُرِيتُ في مقامي هذا الجنة والنار ^[1]، إلى آخر ما ورد. 

الحاصل: أن الكسوف الذي وقع في عهد النبي ، كان كسوفًا جزئيًّا للشمس، لكن كان بنسبة كبيرة، ولـم يكن كسوفًا كليًّا، وعلى هذا: فالكسوف الجزئي إذا كان بنسبةٍ كبيرة، فتشرع له صلاة الكسوف.