هل يأثم من يقرأ القرآن بدون تجويد؟

التجويد مستحب، وليس واجبًا على القول الراجح، وهو الذي عليه أكثر أهل العلم، أن تطبيق أحكام التجويد مستحبة، وما يذكره بعض القراء من أن التجويد حتمٌ لازمٌ ليس عليه دليل.

ونرجع في ذلك للفقهاء وليس للقراء، الأحكام الشرعية هذه المرجع فيها للفقهاء، وأما القراء فيرجع إليهم في القراءات، وما يتعلق بالقراءة، ونحو ذلك، أما الأحكام الشرعية من حيث الوجوب والاستحباب والأحكام الخمسة، هذه المرجع فيها للفقهاء ولأهل العلم، فأكثر الفقهاء وأكثر أهل العلم يرون أن تطبيق أحكام التجويد مستحبٌ، وليس واجبًا؛ لأنه من محسنات التلاوة.

لكن تصحيح التلاوة واجب، لا بد أن ينطق الحروف بطريقة صحيحة، لا بد أن يقرأ بطريقة صحيحة، لكن أحكام التجويد: الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء وأحكام الميم الساكنة، أحكام التجويد هذه كلها من محسنات التلاوة، فهي مستحبة، وتدخل في ترتيل القرآن وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4] زيِّنوا القرآن بأصواتكم ^[1]، تدخل في هذا كله؛ لكنها لا تصل إلى مرتبة الوجوب، بحيث يؤثَّم من تركها، بحيث لو أن أحدًا قرأ القرآن من غير تجويد نقول: إنه آثم، هذا يحتاج إلى دليل، لكن نقول: إنـها مستحبة، وهي من محسنات التلاوة، وتدخل في الترتيل، وتدخل في تزيين الصوت بالقرآن، لكنها لا تصل إلى درجة الوجوب. 

ولهذا ننصح بتعلم أحكام التجويد، وتطبيق أحكام التجويد على التلاوة، وننصح بذلك وهو من الأمور المستحبة، ومن الأمور الحسنة؛ لكنها ليست واجبة، وإنـما الواجب هو تصحيح التلاوة، أن يقرأ بطريقة صحيحة، بحيث يلتزم بالنطق بطريقة صحيحة، ولا يقع منه اللحن.