الرئيسية/فتاوى/هل يُعذر الأصم والكفيف عن حضور صلاة الجماعة؟
|categories

هل يُعذر الأصم والكفيف عن حضور صلاة الجماعة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل يعذر الأصم إذا كان كفيفًا -الأصم والكفيف- عن حضور صلاة الجماعة، إذا لـم يكن له قائدٌ يقوده إلى المسجد؟

الجواب

جاء في صحيح مسلم أن رجلًا أعمى أتى النبي ، فقال: يا رسول اللّـه، إنه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد، فهل تجد لي رخصةً في أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي : هل تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فأجب [1]، وجاء في روايةٍ عند غير مسلم: فإني لا أجد لك رخصة [2]، وهذه هي فتوى من النبي في هذه المسألة، وهكذا الأصم إذا كان يمكنه معرفة الوقت وسماع النداء لو لم يكن أصم؛ فيلزمه الصلاة في المسجد.

إلا إذا كان هناك أمرٌ آخر غير الصمم والعمى، إذا كان هناك أمرٌ آخر كأن يكون -مثلًا- مريضًا، أو أن يكون مثلًا يخشى على نفسه لأي سبب من الأسباب، أو يكون عنده أسباب أخرى يخشى بسببها الضرر، فهنا لا بأس، يكون هذا عذرًا له في أن يصلي في بيته، أما مـجرَّد كونه أعمى، أو كونه أصم، هذا ليس عذرًا له في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، وهذه هي فتوى النبي في هذا.

ولعل من الحكمة -واللّـه أعلم- في ذلك مع أن الشريعة مبناها على اليسر والسماحة والسهولة، وأن النبي عليه الصلاة والسلام ما خُيِّـر بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ومع ذلك لـم يُرخِّص لهذا الأعمى الذي ليس له قائدٌ يقوده للمسجد، لعل من الحكمة في هذا -واللّـه أعلم- أن يندمج هذا الرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كان أعمى أو أصم، أن يندمج مع المـجتمع، ويشارك المـجتمع، ويكون لبنةً فعَّالة في المـجتمع، فالنبي عليه الصلاة والسلام لو أنه أذن لذلك الأعمى الذي قال: ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد، مع أن المسجد قريب منه، معنى ذلك: أن هذا الأعمى سينعزل في بيته، سيصلي جميع الصلوات في بيته، وسينعزل عن المـجتمع، والجماعة إنـما شرعت لأجل تحقيق التواصل والتكافل الاجتماعي.

فلعل هذه من الحكمة: أن يكون هذا الرجل الأعمى أو الأصم، ألا يجعل هذه العاهة عائقًا له من الاندماج في المـجتمع ومشاركة المجتمع، وهذا يدل على عظمة هذه الشريعة.

المهم: ألا يلحقه الضرر، إذا كان يلحقه الضرر، أو كان عنده مشكلة أخرى كمرض، أو نحو ذلك، فهذا عذرٌ له في ترك الجماعة، أما مـجرَّد كونه أعمى أو كونه أصم، هذا ليس عذرًا له في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 653.
^2 رواه أبو داود: 552، وابن ماجه: 792.
مواد ذات صلة