الرئيسية/فتاوى/حكم تخصيص عبادة في آخر العام وحكم التهنئة بالعام الجديد
|categories

حكم تخصيص عبادة في آخر العام وحكم التهنئة بالعام الجديد

مشاهدة من الموقع

السؤال

تأتي في نـهاية العام رسائل: اختم عامك مثلًا بطاعة، أو اختم عامك بصيام، أو بصلاة، أو غير ذلك، خاصةً إذا وافق مثلًا يوم جمعة في آخر العام، وأيضًا مع بداية السنة كذلك تأتي التهاني ببداية العام الهجري، ما حكم التهنئة، والرد عليها؟

الجواب

أما التهنئة ببداية العام الهجري لا بأس بـها، التهاني عمومًا هي من باب العادات، وما كان من باب العادات فالأصل فيه الحل والإباحة، كما يهنأ أيضًا المسلم بقدوم رمضان مثلًا، يهنأ بالعشر الأواخر من رمضان، يهنأ بعيد الفطر، يهنأ بعيد الأضحى، ويهنأ ببداية العام الهجري، كل هذا من باب العادات، ولا بأس به.

أما بالنسبة لتخصيص آخر العام الهجري بعبادة من العبادات، فهذا لا أصل له: اختم عامك بكذا، هذا لا أصل له، أصلًا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لـم يكن شهر ذي الحجة هو آخر العام الهجري، إنـما وضع ذلك في عهد عمر ، التاريخ الهجري إنـما وضع في عهد عمر ، ورأى الصحابة أن يبدأ العام الهجري بـالمحرم وأن ينتهي بشهر ذي الحجة؛ ولهذا فالدعوة لختم عامك بصيام، اختم عامك بذكر، هذا كله لا أصل له.

لكن تذكير الناس بـمحاسبة النفس هذا لا بأس به، كأن -مثلًا- خطيب الجمعة يخصص الخطبة بتذكير الناس بـمحاسبة النفس مع قدوم عام، وبداية عام، هذا لا بأس به، ومأثورٌ عن السلف: عند تغير الأحوال ينبغي تذكير الناس بـمحاسبة النفوس، فالسلف الصالح كانوا مع تغير الأحوال يحاسبون أنفسهم، يعني: عند غروب الشمس كان ابن مسعود يحاسب نفسه، ويقول: “هذا يومٌ غربت شـمسه، نقص به عمري”، وعمر بن الخطاب إذا غربت الشمس يقول: “يا نفس، ماذا عملتِ؟ ماذا قدمتِ لغدٍ؟”.

كذلك أيضًا عند ذهاب الشهر، عند ذهاب العام، فمحاسبة النفوس مع تغير الأحوال هذا مأثورٌ عن السلف، لا بأس بتذكير الناس بـمحاسبة النفس، لكن تخصيص عبادة معينة بصيام أو ذكر أو نحو ذلك، هذا لا أصل له.

مواد ذات صلة