الرئيسية/فتاوى/ما مدة خطبة الجمعة الموافقة للسُّنة؟
|categories

ما مدة خطبة الجمعة الموافقة للسُّنة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

تتفاوت مدة خطبة الجمعة عند الخطباء، فما هي مدة الخطبة التي ينبغي ألا يتجاوزها الخطيب ليكون موافقًا للسُّنَّة؟

الجواب

مدة الخطبة الموافقة للسُّنَّة هي بقدر قراءة سورة (ق) مرتَّلة، يعني: من حدود عشر دقائق إلى ربع ساعة، هذا هو القدر المناسب، وهناك طرفان ووسط: هناك من يطيل الخطبة، تبقى الخطبة نصف ساعة وأكثر، وهذا خلاف السنة.

وهناك أيضًا في المقابل ردة فعل لبعض الإخوة يُقصِّرون الخطبة تقصيرًا مُـخلًّا، بعضهم خطبته ثلاث دقائق أو أربع دقائق، وهذا خلاف السنة؛ لأن المقصود من الخطبة إفادة الناس وموعظتهم، فخطبة قصيرة بحدود ثلاث أو أربع دقائق، ماذا سيقول الخطيب فيها؟!

وهؤلاء الناس ينبغي أن تحترم عقولهم، فقد أتوا للمسجد الجامع مبكِّرين ومتهيئين يريدون أن يستفيدوا من الخطبة، فينبغي أن يحترمهم الخطيب، وأن يعدَّ خطبةً تناسب المقام، وهذه الخطبة أيضًا تحضرها الملائكة، وسـماها اللّـه: ذكر اللّـه، فينبغي أن تكون خطبةً مفيدةً، وأن يكون موضوعها مفيدًا، فالذي سيلقيها في دقيقتين أو ثلاث أو أربع، ماذا سيقول؟!

فهذا أيضًا من الأخطاء التي وقع فيها بعض الإخوة: أنَّـهم يُقصِّرون الخطبة تقصيرًا مُـخلًّا، والمطلوب هو الاعتدال، فلا تُطوَّل تطويلًا مُـمِّلًا، ولا تُقصَّر تقصيرًا مُـخلًّا، وإنـما تكون بقدر قراءة سورة (ق) مرتلة، هذه هي السُّنَّة في الخطبة.

وينبغي أن يُعلم أن قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن طول صلاة الرجل وقِصَر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه [1]؛ ينبغي أن يُفهم هذا الحديث الفهم الصحيح؛ لأن بعض الناس يفهم أن المقصود التقصير الشديد؛ ولذلك يجعلون الخطبة ثلاث دقائق أو أربع دقائق، والمقصود القِصَر النسبي والطول النسبي، وإلا لو أخذت الحديث على ظاهره، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في صلاة الجمعة غالبًا بـ: “سبِّح”، و”الغاشية”، فهل معنى ذلك: أن الخطبة تكون أقصر من سورة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]؟ هذا ما قال به أحد، فالمقصود إذًا الطول النسبي والقصر النسبي.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 869.
مواد ذات صلة