الرئيسية/فتاوى/ما فضائل عشر ذي الحجة؟
|categories

ما فضائل عشر ذي الحجة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

عشر ذي الحجة، ما أعظمها من أيام، فما فضائلها؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:

فعشر ذي الحجة هي موسم عظيم من مواسم التجارة مع بالأعمال الصالحة، وإذا كان أرباب الدنيا، وأرباب التجارة في الدنيا لهم مواسم، يضاعفون فيها من جهودهم، بغية المزيد من الأرباح، أيضًا في التجارة مع الله بالأعمال الصالحة لها مواسم، تضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، وتكفر فيها الخطايا والسيئات، ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة، ويكفينا أن ربنا ​​​​​​​ في كتابه الكريم أقسم بها، فقال سبحانه: وَالْفَجْرِ ۝وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2] والمراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة، وبهذا قال جماهير المفسرين، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

المقدم: لأن الليل يتبع النهار.

الشيخ: لماذا قال: وَلَيَالٍ عَشْرٍ؟ ولم يقل: والأيام العشر؟ لأن العرب من عادتها أنها تعبر عن الأيام بالليالي، وهذا أسلوب معروف عند العرب؛ ولهذا قال الله تعالى: وَلَيَالٍ عَشْرٍ والمراد بذلك عشر ذي الحجة، والله تعالى عظيم، ولا يقسم إلا بشيء عظيم، وعندما نتأمل مواضع القسم في القرآن الكريم، نجد أن ربنا أقسم بأشياء عظيمة من مخلوقاته، وهنا أقسم بزمن من السنة يتكرر، وهو عشر ذي الحجة، وهذا يدل على عظمة هذه العشر، وعلى عظيم مكانتها ومنزلتها وشرفها؛ لأن الله تعالى أقسم بها.

المقدم: الله يصطفي من الأزمنة والأشخاص ما يشاء .

الشيخ: نعم؛ لماذا أختص الله تعالى هذه العشر؟ أختصها لأنها تجتمع فيها أمهات العبادة من الصلاة والصيام والحج والنحر، فتجتمع أمهات العبادة في هذه العشر المباركة، ومما يدل على فضلها ما جاء في صحيح البخاري، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله ، حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء [1]، أي: أن العمل الصالح في هذه العشر المباركة أفضل من أي شيء.

والصحابة طرحوا سؤالًا على النبي ، فقالوا: يعني العمل في هذه العشر أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله؟ مع عظيم مكانة الجهاد في الدين، وكونه ذروة سنام الإسلام، فقال عليه الصلاة والسلام: ولا الجهاد في سبيل الله.. يعني: العمل الصالح في هذه العشر أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله، إلا حالة واحدة استثناها النبي ، وهي: إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء يعني: أخذ جميع أمواله معه، وأنفق جميع أمواله في سبيل الله، ثم قتل شهيدًا في سبيل الله، فهذه هي الحالة الوحيدة التي تفضل على العمل في عشر ذي الحجة، وما عدا ذلك، فالعمل في عشر ذي الحجة أفضل. فعشر ذي الحجة فيها ترفع الحسنات، وتضاعف وترفع الدرجات، وتكفر الخطايا والسيئات.

المقدم: فإذًا شيخنا في هذه العشر سبحان الله، والحمد لله مثلًا هي خير منها لما كانت تسعة وعشرين ذي القعدة مثلًا؟

الشيخ: نعم، العمل الصالح في هذه العشر أفضل من العمل الصالح في غير هذه العشر، فالصلاة في العشر أفضل من الصلاة في غيرها، والصيام والذكر، وكل شي في هذه العشر يضاعف أجره وثوابه، وهذا المعنى ينبغي أن يستحضره كل مسلم ومسلمة، وأن يستحضر فضل هذه الأيام المباركة، وأن يجاهد نفسه على الاستكثار من الطاعة، ومن العمل الصالح.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 969.
مواد ذات صلة