ما منهج طالب العلم في التعامل مع المخالف؟

منهج طالب العلم في التعامل مع المخالف: أنه يأخذ ما لديه من الحق، ويجتنب ما لديه من الباطل.

وهذا المنهج أرشد إليه النبي  في قصة أبي هريرة  لما وجد من يسرق من أموال الصدقة التي كُلف أبو هريرة  بحفظها، فأراد أبو هريرة  أن يمسك به، فاشتكى فقرًا وعيالًا وحاجةً، فرحمه وأطلقه.

ثم في الليلة الثانية فعل، ثم في الليلة الثالثة فعل، وذهب أبو هريرة  للنبي عليه الصلاة والسلام، وأخبره، قال عليه الصلاة والسلام: ذاك شيطان، صدقك وهو كذوب ^[1]؛ لأن أبا هريرة  في المرة الأخيرة همَّ بأن يأتي به للنبي  فقال له ذلك الشيطان المتمثل بصورة الإنسي: “ألا أعلمك شيئًا ينفعك الله به” وعرف أن أبا هريرة  محب للعلم، وأن العلم عنده أحب من المال، قال أبو هريرة : نعم، قال: “إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح” فقال عليه الصلاة والسلام: ذاك شيطان، صدقك وهو كذوب يعني: صدقك فيما قال من أن من قرأ آية الكرسي أنه لن يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، مع أنه كذوب.

وهذا يدل على أن المسلم يأخذ الحق ممن أتى به، حتى وإن كان شيطانًا، فهنا النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أو في هذه القصة أرشد أبا هريرة  إلى الأخذ بنصيحة الشيطان، مع أنه شيطان، قال: صدقك يعني: خذ بما قال، مع أنه كذوب، لكنه هذه المرة صدق، فالحق ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها.