الرئيسية/فتاوى/ما الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة؟
|categories

ما الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يسأل عن أسباب زيادة الخشوع في الصلاة؟

الجواب

أول سبب من هذه الأسباب هو أن يهتم بالخشوع في الصلاة؛ إذا اهتم بأن يحقق الخشوع في الصلاة، فإنه سيخشع فيها، فالإنسان إذا أتى للمسجد، وحرص على أن يخشع في الصلاة، فسيجد من الوسائل ما يعينه؛ لكن عندما تكون هذه المسألة هي آخر اهتماماته؛ يأتي ويصلي ولا يخطر بباله هذه الصلاة، ولا يهيئ نفسه للخشوع، وأن يهتم بالخشوع؛ فإنه لا يجد خشوعًا، لكن إذا اهتم فسيجد من الوسائل ما يعينه.

ومن الوسائل التي تعين على الخشوع في الصلاة: أن يأتي للمسجد مبكرًا؛ لأنه إذا أتى للمسجد مبكرًا ما كان مشغلًا له يذهب عند مجيئه للمسجد، وأدائه للسنة الراتبة، أو صلاة النافلة يذهب ما كان متعلقًا بذهنه، فيكون هذا أدعى للخشوع.

وكذلك أيضًا من الأسباب التي يحصل بها الخشوع في الصلاة أن يتأمل ويتدبر معاني ما يقول؛ فعندما يقول: الله أكبر، الله أكبر، فهذه كلمة عظيمة يعني: الله أكبر من كل شيء يخطر بالبال، فلو تأمل فقط هذه الكلمة العظيمة سيكون هذا من أعظم ما يعين على الخشوع.

وعندما أيضًا يقرأ الفاتحة يتدبر معانيها، ويستحضر أنه إذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] أن الله تعالى رب كل شيء، وخالق كل شيء، يقول: حمدني عبدي وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] يقول الله: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] يقول الله: مجدني عبدي، وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] يقول الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ  [الفاتحة:6-7] يقول الله: سألني عبدي، ولعبدي ما سأل [1].

فيستحضر أنه يناجي ربه ​​​​​​​، ويستحضر عظمة مقام المناجاة لله ؛ هذا الاستحضار أيضًا مما يعينه على الخشوع في الصلاة.

وكذلك أيضًا هناك علاج أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام يغفل عنه كثير من الناس، فقد جاء في صحيح مسلم أن رجلًا أتى النبي فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد لبّس عليّ صلاتي، حتى لا أدري ما أقول؟ يعني: وصل هذا الصحابي إلى هذه المرحلة، أنه بسبب الهواجس والوساوس أصبح لا يدري ما يقول؟ فقال له النبي : ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا وجدت ذلك فاتفل على يسارك ثلاثًا، وتعوذ بالله منه قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني [2].

فيُشرع لمَن وجد الوساوس في الصلاة أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سواء كان في القيام أو في الركوع أو في السجود؛ وسيجد أن الوساوس تنقشع عنه، تذهب عنه تلقائيًّا مباشرة؛ وربما تعود، فإذا عادت أيضًا يُعيد الاستعاذة، والاستعاذة من جنس الذكر، لا بأس به؛ بعض الناس يتحرج؛ فهي من جنس الذكر، والممنوع في الصلاة ما كان من جنس كلام الآدميين؛ فهي من جنس الذكر في الصلاة، وهي أيضًا مما أرشد به النبي ؛ فهو ذكر أريد به النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة عندما تكون أو توجد الوساوس التي لا يتحقق معها خشوع الإنسان، وحضور قلبه في الصلاة؛ فهذا علاج نبوي عظيم أن تقول كلما جاءتك الوساوس: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ستجد أن الوساوس مباشرة تذهب عند وتزول.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 395.
^2 رواه مسلم: 2203.
مواد ذات صلة