الرئيسية/فتاوى/ما حكم مَن يتأخر عن حضور صلاة الجمعة دائمًا؟
|categories

ما حكم مَن يتأخر عن حضور صلاة الجمعة دائمًا؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما توجيهكم لمن يتأخر عن حضور صلاة الجمعة دائمًا؟

الجواب

أولًا: إذا كان لا يدرك الجمعة تفوته الجمعة، بحيث لا يدرك الركوع من الركعة الثانية من صلاة الجمعة، فهذا آثم؛ لأنه يكون قد ترك الجمعة بغير عذر، وقد قال النبي : من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه [1].

أما إذا كان يدرك ركعة من صلاة الجمعة فأكثر، لكنه يتأخر في الحضور للمسجد الجامع، فلا يأتي إلا بعد دخول الخطيب، فأقول: هذا إنسان قد حرم نفسه خيرًا كثيرًا، وإن كان لا يأثم، لكنه حرم نفسه خيرًا كثيرًا؛ لأنه يوم الجمعة تكون هناك ملائكة عند أبواب كل مسجد جامع، تكتب الناس الأول فالأول، فإذا دخل الخطيب طويت الصحف التي بأيدي الملائكة، وأقبلت الملائكة تستمع الخطبة، معنى ذلك الذي يدخل المسجد الجامع بعد دخول الخطيب لا يكتب له من أجر التبكير شيئًا، فإذا كان هذا بصفة عارضة يعني قد يعذر هذا الإنسان، لكن أن يكون بصفة دائمة ومستمرة، فهذا -والله- من الحرمان ومن قلة التوفيق.

فعلى المسلم أن يستشعر عظيم شأن يوم الجمعة، وأن يستعد له، وأن يستعد لصلاة الجمعة؛ وذلك بأن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ملابسه، ويخرج إلى المسجد الجامع مبكرًا، ويأتي للمسجد الجامع ويصلي ما كتب الله له أن يصلي، ثم يستمع الخطبة، وينصت للخطيب، ويستفيد من خطبة الجمعة، ويستفيد الأجر العظيم والثواب الجزيل بحضوره لصلاة الجمعة، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن من فعل ذلك فإنه يُغفر له ما تقدم من ذنبه، يعني من الصغائر؛ فمن اغتسل في بيته، ومس من طيب بيته، ولو من طيب امرأته، ثم خرج، ولم يفرق بين اثنين، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت للخطيب، وصلى معه، فيغفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى [2].

فعلى المسلم أن يستشعر عظيم شأن هذا اليوم، وعظيم شأن صلاة الجمعة، وأن يهتم بها، وأن يحرص على تطبيق سننها، ومن ذلك سنة الاغتسال التي هي سنة مؤكدة جدًّا، حتى قال النبي : غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم [3]، وأن يتطيب ويلبس أحسن ملابسه، ويخرج للمسجد الجامع مبكرًا، وقبل دخول الخطيب؛ حتى تكتبه الملائكة مع من يأتي للمسجد الجامع الأول فالأول، تكتبه من المُبكرين، ويُنصت إذا تكلم الخطيب، ويصلي معه الجمعة، فإذا فعل ذلك فإنه موعود بمغفرة ما تقدم من ذنبه من صغائر الذنوب.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أبو داود: 1052، والترمذي: 500، والنسائي: 1369، وابن ماجه: 1126، وأحمد: 15498.
^2 بنحوه رواه البخاري: 883.
^3 رواه البخاري: 858، ومسلم: 846.
مواد ذات صلة