الرئيسية/فتاوى/توجيه للأئمة الذين يحصرون وظيفتهم في الصلاة
|categories

توجيه للأئمة الذين يحصرون وظيفتهم في الصلاة

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما توجيهكم لإمام يصلي بالناس، ويخرج وليس له علاقة بأي أمر من أمور المسجد سوى الصلاة؟

ويقول: إمام مسجد لا يتعاون مع المؤذن في النيابة عنه، ويحتج بأن النبي كان إمامًا، ولم يرد عنه أنه أذن، فهل حجته مقبولة؟

الجواب

هذا يعتبر مقصرًا، فليست مهمة الإمام تنحصر في أنه يؤم الناس ويخرج، وإنما مسؤولية الإمام أكبر من ذلك، الإمام عليه مسؤولية في التوجيه والإرشاد، وكذلك أن يحرص على تقوية العلاقة بين جماعة المسجد، وكذلك أيضًا أن يلاحظ المسجد وما يحتاج إليه مما ينقصه، ويُشرف على نظافة المسجد، وكل ما يتعلق بالمسجد فهو مسؤول عنه، فهذا الذي فقط يؤم وينصرف هذا يعتبر مقصرًا تقصيرًا كبيرًا.

فإمامة المسجد لا تنحصر في ذلك، بل إمام المسجد عليه مسؤوليات كبيرة، منها ما ذكرت، وأيضًا كل ما يتعلق بالمسجد؛ لأنه هو كالمدير لهذه المؤسسة: مؤسسة المسجد؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ولا يؤمَّن الرجلُ الرجلَ في سلطانه [1]، فجعل النبي إمام المسجد في مسجده كالسلطان في مملكته؛ ولذلك عليه أن يستحضر عِظم الأمانة والمسؤولية، وأن يجتهد في النصح والتوجيه والإرشاد، وأيضًا أن يلاحظ المسجد، ويلاحظ نظافة المسجد، وكل ما يحتاج إليه المسجد، فهذه كلها من مهام ومسؤولية إمام المسجد.

المقدم: ويقول: إمام مسجد لا يتعاون مع المؤذن في النيابة عنه، ويحتج بأن النبي كان إمامًا، ولم يرد عنه أنه أذن، فهل حجته مقبولة؟

الشيخ: حجته غير مقبولة، الإمام لا بد أن يتعاون مع المؤذن، والمؤذن يتعاون مع الإمام، هذا هو المطلوب، وأيضًا يتعاون الإمام مع جماعة المسجد، ويتعاونون معه، ولا بد من أن تظهر روح الأخوة والتكافل الاجتماعي بين الناس في المسجد، وهذه من أعظم مقاصد مشروعية صلاة الجماعة، وإلا بإمكان الإنسان أن يصلي صلاة الجماعة في بيته، وربما تكون صلاته في بيته أكثر خشوعًا من صلاته في المسجد، لكن الشريعة الإسلامية أوجبت على الرجال أن يصلوا جماعة في المساجد؛ لأجل تحقيق معاني الأخوة والتكافل الاجتماعي؛ ولذلك ينبغي لإمام المسجد أن يكون متعاونًا مع المؤذن، والمؤذن أيضًا يتعاون معه، فإذا احتاج المؤذن لأن يُنيب الإمام، فإن الإمام يقوم بالأذان نيابةً عنه، وهكذا أيضًا المؤذن إذا احتاج الإمام لأن يُنيبه في الصلاة فعل، وهكذا أيضًا يكون متعاونًا مع جماعة المسجد، ويسود المسجد روح المحبة والمودة وأخلاق المؤمنين، هذا هو المطلوب.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 290.
مواد ذات صلة