نصيحة حول الالتزام بالحجاب والستر

نعم، الشريعة الإسلامية عُنيَت بهذه القضية -قضية الحجاب-، وأمر الله تعالى في القرآن الكريم في عدة مواضع، وأمر بها النبي ، ومن ذلك قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ يعني: بالعفة؛ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].

إذا عُرفت المرأة بالعفة بأن لبست اللباس الساتر، اللباس المحتشم، اللباس العفيف، تعرف بالعفة، وتحترم وتهاب، ولا أحد يتعرض لها، ولا أحد يؤذيها، ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ.

وقال : إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53]، وقال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا.. وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.. إلى آخر الآية، وقال: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ [النور:31].

حتى نهى الله تعالى عن هذا الأمر اليسير، مجرد حركة أن المرأة تضرب برجلها الأرض، فيسمع صوت الخلخال، نهى الله تعالى عن ذلك، بل إن الله  قال في سورة النور: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ [النور:60] وهن قواعد عجائز، بل إن هذه المرحلة أنهن لا يرجين النكاح، ومع ذلك يقول ربنا : غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ.

فهذه القضية قضية أساسية في الشريعة الإسلامية، وعنيت بها النصوص؛ لأن حقيقة قضية الحجاب هي قضية مهمة بالنسبة للمرأة، فالمرأة إذا لبست اللباس المحتشم البعيد عن التبرج وعن التبذل؛ تحُترم وتُهاب ولا أحد يتعرض لها، بينما إذا تبرجت وأظهرت زينتها أمام الرجال الأجانب، فهذا مفتاح لشرور كثيرة: يأتي من يتحرش بها، يأتي من تحصل الفتنة منها وبها؛ ولذلك فالحجاب يغلق هذه الأبواب من الفتن، وتكون هذه المرأة امرأة محترمة لا أحد يتعرض لها، ولا أحد يؤذيها، قد أقفلت هذه الأبواب من الفتن، ذَٰلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ يعني: بالعفة؛ فَلَا يُؤْذَيْنَ.