الرئيسية/كتب/الاستعانة بالحسابات الفلكية في إثبات الأهلة
|

الاستعانة بالحسابات الفلكية في إثبات الأهلة

 Example

إن من المسائل القديمة الجديدة في الوقت نفسه، مسألة اعتبار الحساب الفلكي في إثبات الأهلة، والحسابات الفلكية معروفة منذ قديم الزمان، وكـان الحسَّابون في وقت الفراعنة يخبرون الناس بمواعيـد الكسوف والخسوف، وفي العصور الإسلامية الماضية كـان هـنـاك حـسابون، وكانوا يسمون بالمنجمين؛ لأنه قد اختلط علم الفلك بالتنجيم، وكان الناس لا يثقون بحساب المنجمين؛ لخلطهـم بـين الحساب الفلكي وبين التنجيم.

وأن أهـل الفـلـك هـم أهـل التنجيم، وكانت سمعتهم سيئة جدا، وأن العرب قد اكتشفوا هذا المذنب قبل الغرب بـأكثر مـن (900) عام، فكان للعرب سبق ظاهر في علم الفلك، لكـن شـوه هذا السبق اختلاطه بالتنجيم، أما في الوقت الحاضر فقد انفصل علم الفلك انفصالاً تامًا عن التنجيم فعلم الفلـك علـم عـظـيم، يقوم على دراسة مـا أودعـه الله تعـالى مـن الـسنن في الأجـرام السماوية والظواهر الكونية، وهـو علـم لـه قـواعـده وأسسه، ويدرس في عدد من الجامعات في كثير من دول العالم، وقد تقدم في وقتنا الحاضر تقـدماً كبيراً، وقـد تعـدت الحسابات الفلكية حسابات الشمس والقمر إلى ما هو أبعد من ذلك من حسابات النجوم والمجرات.. وأطلقت مركبات فضائية لبعض الكواكـب كالمريخ.. أما التنجيم، فهو ليس بعلم أصلا، وإنما هو قائم على الشعوذة والدجل؛ ولذلك نجد أن النصوص الشرعية فرقت بينهما، ففي التنجيم يقول النبي : مـن اقتبس علمـا مـن النجـوم، اقتبس شـعبة مـن السحر، زاد ما زاد، بينما في حساب سير الشمس والقمر يقـول الله تعالى: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، ويقـول جـل وعـلا: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.

وإنما أورد المؤلف هذه المقارنة؛ لينبه على خطأ يقع فيه بعض الإخوة ممن يقرأ في كتب بعض أهل العلم، ويجد تحذيرهم من كلام الحسابيين وأهل الحساب، وهم يريدون بهم المنجمين، فيطبق هذا على الحسابات الفلكية في الوقت الحاضر، مع أنه لا ارتباط بين علم الفلك والتنجيم في الوقت الحاضر لا من قريب ولا من بعيد..

والتقدم العظيم لعلم الفلك لابد أن يكون له أثر في ضبط الرؤية، ومـن هنـا فقد كتـب المؤلف هـذا البحث؛ ليبين أثـر الاستعانة بالحسابات الفلكية الحديثة في ضبط الرؤية.

وقد اشتمل الكتاب على ما يلي:

  • مقدمة.
  • آراء الفقهاء في حكم الاعتماد على الحسابات الفلكية.
  • القول الراجح عند المؤلف.
  • حكم الاعتماد على الرؤية عن طريق وسائل تكبير الرؤية الحديثة.
  • خاتمة تتضمن أهم نتائج البحث.

مواد ذات صلة

  • هذا الكتاب شرح لكتاب (دليل الطالب لنيل المطالب) للشيخ: مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المتوفى سنة 1033هـ، رحمه الله، وهو…

  • إن من مناهج التأليف عند العلماء جمع ما يقيدونه مما يمر بهم في مطالعاتهم ومدارساتهم العلمية وما تمليه الخواطر، وما…